للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن قلاوون ففرح الناس بذلك، وارتفعت أصواتهم بالدعاء له وقد كان يخطب لقازان بدمشق وغيرها من بلاد الشام مئة يوم سواء.

وفي بكرة يوم الجمعة المذكور دار الشيخ تقي الدين بن تيمية وأصحابه على الخمارات والحانات فكسروا آنية الخمور (١) وشققوا الظروف وأراقوا الخمور، وعزَّروا جماعة من أهل الحانات المتخذة لهذه الفواحش، ففرح الناس بذلك.

ونودي يوم السبت ثامن عثر رجب بأن تزين البلد لقدوم العساكر المصرية، وفتح (٢) باب الفرج مضافًا إلى باب النصر (٣) يوم الأحد تاسع عشر رجب، ففرح الناس بذلك وانفرجوا لأنهم لم يكونوا يدخلون (٤) إلا من باب النصر، وقدم الجيش الشامي صحبة نائب دمشق جمال الدين آقوش الأفرم يوم السبت عاشر شعبان، وثاني يوم دخل بقية العساكر وفيهم الأميران شمس الدين قراسنقر المنصوري وسيف الدين قطلبك في تجمُّل.

وفي هذا اليوم فتح باب الفراديس.

وفيه درّس القاضي جلال الدين القزويني بالأمينية عوضًا عن أخيه قاضي القضاة إمام الدين الذي توفي بمصر (٥).

وفي يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء تكامل دخول العساكر صحبة نائب مصر (٦) سيف الدين سلار، وفي خدمته الملك العادل كتبغا، وسيف الدين الطباخي (٧) في تجمّل باهر، ونزلوا في المرج (٨)، وكان السلطان قد خرج (عازمًا على المجيء فوصل) إلى الصالحية ثم عاد إلى مصر.

وفي يوم الخميس النصف من شعبان أُعيد القاضي بدر الدين بن جماعة إلى قضاء القضاة بدمشق مع الخطابة بعد إمام الدين، ولبس الخلعة ولبس معه في هذا اليوم أمين الدين العجمي خلعة الحسبة أيضًا.

وفي يوم سابع عشره لبس خلعة نظر الدواوين تاج الدين الشيرازي عوضًا عن فخر الدين بن


(١) أ: فكسروا آنية الخمر، في ب: فكسروا الجرار.
(٢) أ: العساكر وفتح.
(٣) مستدرك في هامش أ.
(٤) أ: لم يكونوا يدخلوا، وهو تخالف السياق النحوي.
(٥) ب: بالمدرسة الأمينية … توفي بالديار المصرية كما سيأتي بيانه.
(٦) ب: العساكر المصرية صحبة النائب سيف الدين سلار.
(٧) ط: الطراخي. وترجمته في العبر (٥/ ٤١٠).
(٨) أ: فنزلوا بالمرج، وب: ونزلوا بالمرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>