للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئًا] (١)، وأمر بحلق رأسه، وكان ذا شعر، وقلم أظفاره، وكانوا طوالًا جدًّا، وحَفّ شاربه المسبل على فمه المخالف للسُّنة، واستتابه من كلام الفحش وأكْلِ ما يغيِّر العقل من الحشيشة وما لا يجوز من المحرَّمات وغيرها.

وبعده استحضر الشيخ محمد الخبَّاز البلاسي فاستتابه أيضًا عن أكل المحرمات ومخالطة أهل الذمة، وكتب عليه مكتوبًا أن لا يتكلم في تعبير المنامات (٢) ولا في غيرها بما لا علم له به.

وفي هذا الشهر بعينه راح الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى مسجد النارنج (٣) وأمر أصحابه ومعهم حجارون بقطع صخرة كانت بنهر قلوط تُزَار ويُنْذَر لها (٤)، فقطعها وأراح المسلمين منها ومن الشرك بها، [فأزاح عن المسلمين شبهة كان شرها عظيمًا. وبهذا وأمثاله حسدوه وأبرزوا له العداوة، وكذلك بكلامه باين عربي وأتباعه، فحسد على ذلك وعودي، ومع هذا لم تأخذه في الله لومة لائم، ولا بالى، ولم يصلوا إليه بمكروه، وأكثر ما نالوا منه الحبس مع أنه لم ينقطع في بحث لا بمصر ولا بالشام، ولم يتوجه لهم عليه ما يشين، وإنما أخذوه وحبسوه بالجاه، كما سيأتي، وإلى الله إياب الخلق وعليه حسابهم] (٥).

وفي رجب جلس قاضي القضاة نجم الدين بن صَصْرَى بالمدرسة العادلية الكبيرة، وعملت التخوت بعد ما جددت عمارة المدرسة، ولم يكن أحد يحكم بها بعد وقعة قازان بسبب خرابها (٦)، وجاء المرسوم للشيخ برهان (٧) الدين الفزاري بوكالة بيت المال فلم يقبل. وللشيخ كمال الدين بن الزَّمْلَكاني بنظر الخزانة فقبل وخلع عليه بطَرحه (٨)، وحضر بها يوم الجمعة، وهاتان الوظيفتان كانتا مع نجم الدين بن أبي الطيب (٩)، توفي إلى رحمة الله.

وفي شعبان سعى جماعة في تبطيل الوقيد ليلة النصف، وأخذوا خطوط العلماء في ذلك، وتكلموا مع نائب السلطنة، فلم يتفق ذلك، بل أشعلوا، وصُليت صلاة ليلة النصف أيضًا.


(١) ليست في ب.
(٢) في ب: المنامات. وهي الأفصح.
(٣) في ط: التاريخ. وهو تصحيف، ويعرف بمسجد الحجر أيضًا. الدارس (٢/ ٣٦١) وشذرات الذهب: (٦/ ٩).
(٤) في ب: وينذر لها بعض الجهلة من الناس.
(٥) ليست في ب.
(٦) تقع العادلية الكبرى شمالي الجامع تجاه باب الظاهرية، يفصل بينهما الطريق، أنشأها نور الدين زنكي. انظر الدارس (١/ ٣٦٣).
(٧) كذا في ط، وهو الصواب، كما سيأتي ذكره في وفيات سنة (٧٢٩ هـ)، وفي أ: جمال الدين، وفي ب: تاج الدين.
(٨) الفوات (٤/ ٨).
(٩) سيأتي في وفيات هذه السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>