للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي خامس رمضان وصل الشيخ كمال الدين بن الشَّرِيْشي من مصر بوكالة بيت المال، ولبس الخلعة يوم الجمعة (١) سابع رمضان، وحضر عند ابن صَصْرَى بالشباك الكمالي (٢).

وفي سابع شوال عُزل وزيرُ مصر ناصر الدين بن الشيخي، وقطع إقطاعه ورسم عليه وعوقب إلى أن مات في ذي القعدة. وتولى الوزارة سعد الدين محمد بن محمد بن عطاء وخلع عليه.

وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي القعدة حكم قاضي القضاة جمال الدين الزواوي بقتل الشمس محمد بن جمال الدين عبد الرحيم الباجربقي (٣)، وإراقة دمه وإن تاب وإن أسلم، بعد إثبات محضر عليه يتضمن كفر الباجربقي المذكور، وكان ممّن شهد عليه فيه الشيخ مجد الدين التونسي النحوي الشافعي، فهرب الباجربقي إلى بلاد الشرق، فمكث بها مدة سنين ثم جاء بعد موت الحاكم المذكور، كما سيأتي.

وفي ذي القعدة كان نائب السّلطنة في الصيد، فقصدهم في الليل طائفةٌ من الأعراب، فقاتلهم الأمراء، فقتلوا من العرب نحو النّصف، وتوغَّل في العرب أمير يقال له سيف الدين بهادرسَمِز (٤) احتقارًا بالعرب، فضربه واحدٌ منهم برمح فقتله، فكرَّت الأمراء عليهم فقتلوا منهم خلقًا أيضًا، وأخذوا واحدًا منهم زعموا أنّه هو الذي قتله، فصُلب تحت القلعة، ودفن الأمير المذكور بقبر الست.

وفي ذي القعدة تكلَّم الشيخ شمس الدين بن النقيب (٥) وجماعة من العلماء في الفتاوى الصادرة من الشيخ علاء الدين بن العطار (٦) شيخ دار الحديث النورية والقوصيّة، وأنها مخالفة لمذهب الشافعي، وفيها تخبيط كثير، فتوهَّم من ذلك وراح إلى الحنفي فحقن دمه وأبقاه على وظائفه، ثم بلغ ذلك نائب السلطنة فأنكر على المنكرين عليه، ورسم عليهم، ثم اصطلحوا، ورسم نائب السلطنة أن لا تثار الفتن بين الفقهاء (٧).


(١) ليست في ط. وأحمد محمد الشريشي، سيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(٢) "الشباك الكمالي": بجامع دمشق، ويصلي فيه نواب السلطان، والذي أحدثه قاضي القضاة كمال الدين الشَّهرزوري، ولّاه نور الدين الشهيد قضاء دمشق، توفي سنة (٥٧٢ هـ)، وفيات الأعيان (٤/ ٢٤٤) والدارس (٢/ ٢٨٧).
(٣) "الباجربقي": نسبة إلى قرية (باجربق) من قرى بين النهرين، وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٤ هـ). الدارس (٢/ ١٣).
(٤) في ط: تمر. وفي أ: تمراز وأثبتنا ما في الدرر (١/ ٤٩٧) والنجوم الزاهرة (٨/ ٢١٨) وفيه: سَمِز بفتح السين وكسر الميم. معناها: (السمين).
(٥) هو: محمد بن أبي بكر بن إبراهيم، قاضي قضاة الشافعية، توفي سنة (٧٤٥ هـ)، وسيذكره المؤلف في أحداثها.
(٦) هو: علي بن إبراهيم بن داود، وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٤ هـ). الدارس (١/ ٤٣٩) والقوصيّة: هي الحلقة بالجامع الأموي.
(٧) الخبر في الدرر (٣/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>