للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة] (١) وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلّموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمَّم، وتكرَّرت الرُّسلُ إليه ستَّ مراتٍ، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم، ولم يعدهم شيئًا، فطال عليهم المجلس فتفرّقوا وانصرفوا غير مأجورين.

وفي يوم الأربعاء ثاني شوال أذن نائب السلطنة الأفرم للقاضي جلال الدين القزويني (٢) أن يصلي بالناس ويخطب بجامع دمشق عوضًا عن الشيخ شمس الدين إمام الكلاسة، توفي، فصلَّى الظهر يومئذ وخطب الجمعة، واستمر بالإمامة والخطابة حتى وصل توقيعه بذلك من القاهرة.

وفي مستهل ذي القعدة حضر نائب السلطنة والقضاة والأمراء والأعيان وشكرت خطبته.

وفي مستهل ذي القعدة كمل بناء الجامع (٣) الذي ابتناه وعَمره الأمير جمال الدين نائب السلطنة الأفرم عند الرباط الناصري بالصالحية، ورتب فيه خطيبًا يخطب يوم الجمعة، وهو القاضي شمس الدين محمد بن العز الحنفي (٤)، وحضر نائب السلطنة والقضاة وشكرت خطبة الخطيب به، ومد الصاحب شهاب الدين الحنفي سماطًا بعد الصلاة بالجامع المذكور، وهو الذي كان الساعي في عمارته، والمستحث عليها، فجاء في غاية الإتقان والحسن، تقبل اللّه منهم.

وفي ثالث ذي القعدة استناب ابن صَصْرَى القاضي صدر الدين سليمان بن هلال بن شبل الجعفري (٥) خطيب داريا في الحكم عوضًا عن جلال الدين القزويني، بسبب اشتغاله بالخطابة عن الحكم.

وفي يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي القعدة قدم قاضي القضاة صدر الدين أبو الحسن علي بن الشيخ صفي الدين الحنفي البُصْراوي (٦) إلى دمشق من القاهرة متوليًا قضاء الحنفية عوضًا عن الأذرعي، مع ما بيده من تدريس النُّورية والمقدميّة (٧) وخرج الناس لتلقيه وهنَّؤوه، وحكم بالنُّورية، وقُرئ تقليدُه بالمقصورة الكِنْديَّة [في الزاوية الشرقية، من جامع بني أمية] (٨).


(١) ليست في ب.
(٢) هو: محمد بن عبد الرحمن بن عمر، سيأتي في وفيات سنة (٧٣٩ هـ).
(٣) هو جامع الأفرم. الدارس (٢/ ٤٣٥).
(٤) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٢ هـ).
(٥) في ط: الجعبري. سيأتي في وفيات سنة (٧٢٥ هـ).
(٦) علي بن الشيخ صفي الدين الحنفي البصراوي توفي سنة (٧٢٧ هـ). ترجمته في الدرر الكامنة (٦/ ٧٨) والنجوم الزاهرة (٢٦٨) والدرر (٣/ ٩٦) وفيها: ابن أبي القاسم.
(٧) النُّورية الكبرى، كان موضعها دارًا لمعاوية بن أبي سفيان بناها الملك نور الدين وفيه نظر، إنما الذي أنشأها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين.
والمقدميّة: داخل باب الفراديس. الدارس (١/ ٦٠٠ و ٦٢١) ومنادمة الأطلال (ص ٢٠٦ و ٢١٢).
(٨) ليست في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>