للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذي الحجة ولي الأمير عز الدين بن صبرة على البلاد القبلية والي الولاة، عوضًا عن الأمير جمال الدين آقوش الرُّستمي، بحكم ولايته شد الدّواوين بدمشق، وجاء كتاب من السلطان بولاية وكالته للرئيس عز الدين بن حمزة القلانسي (١) عوضًا عن ابن عمه شرف الدين، فكره ذلك.

[وفي اليوم الثامن والعشرين من ذي الحجة أخبر نائب السلطنة بوصول كتاب من الشيخ تقي الدين من الحبس الذي يقال له: الجُب، فأرسل في طلبه فجيء به فقرئ على الناس فجعل يشكر الشيخ ويثني عليه وعلى علمه وديانته وشجاعته وزهده، وقال: ما رأيت مثله، وإذا هو كتاب مشتمل على ما هو عليه في السجن من التوجه إلى الله، وأنه لم يقبل من أحد شيئًا لا من النفقات السلطانية ولا من الكسوة ولا من الإدارات ولا غيرها، ولا تدنَّس بشيء من ذلك] (٢).

[وفي هذا الشهر يوم الخميس السابع والعشرين منه طُلب أَخَوَا الشيخ تقي الدين: شرف الدين وزينُ الدّين من الحبس إلى مجلس نائب السلطان سلَّار، وحضر ابن مخلوف المالكي، وطال بينهم كلام كثير فظهر شرفُ الدِّين بالحُجَّة على القاضي المالكي بالنقل والدليل والمعرفة، وخطَّأه في مواضع ادعى فيها دعاوى باطلة، وكان الكلام في مسألة العرش، ومسألة الكلام، وفي مسألة النزول] (٣).

[وفي يوم الجمعة أحضر شرف الدين أخو الشيخ تقي الدين وحده في مجلس نائب السلطنة سلَّار وحضر ابن عدنان، وتحكم معه الشيخ شرف الدين وناظره، وبحث معه وظهر عليه] (٤).

وفي يوم الجمعة ثاني عشر (٥) ذي الحجة وصل على البريد من مصر نجم (٦) الدين محمد بن الشيخ فخر الدين ابن أخي قاضي القضاة البصراوي (٧) وزوج ابنته على الحِسْبة بدمشقَ عوضًا عن جمال الدين يوسف العجمي، وخلع عليه بطيلسانَ، ولبس الخِلعة ودار بها في البلد في مستهلّ سنة سبع وسبعمئة.

وفي هذه السَّنة عُمر في حرم مكة بنحو مئة ألف.

وحج بالنَّاس من الشام الأمير ركن الدين بِيْبَرْس المجنون (٨).


(١) سيأتي في وفيات سنة (٧٢٩ هـ).
(٢) في ب: ووصل كتاب من الشيخ تقي الدين بن تيمية وهو في الجبّ إلى نائب الشام الأفرم، فقرأه على الناس، يشكر من ديانته وعلمه وشجاعته، ويثني عليه بما هو مشتمل عليه في السجن.
(٣) ليس في ب.
(٤) ليست في ط وب.
(٥) في ط: ثاني عشرين.
(٦) في ط: نصر الدين. انظر الدرر الكامنة (٤/ ٤٦).
(٧) في ب: قاضي القضاة صدر الدين علي الحنفي البصراوي.
(٨) سيأتي في وفيات سنة (٧١٥ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>