للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريقين نحو من ألف نفس بالقرب من السُّوَيْداء، وهم يسمُّونها يوم (١) السويداء، [ووقعة الشُوَيداء] (٢)، وكانت الكَسْرة على يمن، فهربوا من قيس حتى دخل كثير منهم إلى دمشقَ في أسوأ حال وأضعفه، وهربت قيس خوفًا من الدولة، وبقيت القرى خالية والزروع سائبة. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي يوم الأربعاء سادس ذي القعدة قدم الأمير سيف الدين قَبْجَقُ المنصوري [نائبًا على حلب] (٣) فنزل القصر ومعه جماعةٌ من أمراء المصريين، ثم سافر إلى حلب بمن معه من الأمراء والأجناد، واجتاز الأمير سيف الدين بَهَادُر بدمشقَ ذاهبًا إلى نيابة طرابُلُسى (٤) والفتوحات السواحلية عوضًا عن الأمير سيف الدين أسَنْدَمر (٥)، ووصل جماعةٌ ممَّن كان قد سافر مع السلطان إلى مصرَ في ذي القعدة منهم قاضي قضاة الحنفيَّة صدر الدين الحنفي ومحيي الدّين بن فضل الله وغيرهما.

قلت: وجلست يومًا إلى القاضي صدر الدين الحنفي بعد مجيئه من مصرَ، فقال لي: أتحبُّ ابن تيمية؟ قلت: نعم، فقال لي وهو يضحك: والله لقد أحببتَ شيئًا مليحًا، وذكر لي قريبًا ممّا ذكر ابن القلانسي، لكن سياق ابن القلانسي أتمّ.

مقتل الجَاشْنكيري (٦): كان قد فر الخبيث (٧) في جماعة من أصحابه، فلما خرج الأميرُ سيف الدين قَرَاسُنْقُر المنصوري من مصرَ متوجهًا إلى نيابة الشام عوضًا عن الأَفْرم، فلما كان بغزَّةَ في سابعِ ذي القعدة ضرب حلقة لأجل الصيد، فوقع في وسطها الجاشْنَكير في ثلاثمئة من أصحابه، فأُحيط بهم، وتفرَّق عنه أصحابه فأمسكوه، ورجع مع قَرَاسُنْقُر وسيف الدين بَهَادُر على الهِجْن، فلما كانوا بالخَطَّارة (٨) تلقاهم أسَنْدَمُر فتسلَّمه منهم، ورجعا إلى عسكرهم، ودخل به أسَنْدَمُر على السلطان فعاتبه ولامه، وكان آخر العهد به، وقتل ودفن بالقَرَافة، [ولم ينفعه شيخه المَنْبجي ولا أمواله، بل قتل شر قتلة] (٩).

ودخل قَرَاسُنْقُر دمشقَ يوم الإثنين الخامس والعشرين من ذي القعدة فنزل بالقصر، وكان في صحبته ابن صَصْرَى وابن الزَّمْلَكاني وابن القلانسي، وعلاء الدين بن غانم، وخلق من الأمراء المصريين


(١) ليست في ط.
(٢) ليست في ب.
(٣) ليست في ب.
(٤) في ط: طرابلس نائبًا.
(٥) في ط: أستدمر.
(٦) "الجاشْنكير": هو لفظ فارسيّ ومعناه: التحدثُ في أمر السِّماط مع الأستادار. صبح الأعشى (٤/ ٢١).
وترجمته في: الدرر الكامنة (١/ ٥٠٢) وابن خلدون (٥/ ٤٢٢) والنجوم الزاهرة (٨/ ٢٣٢) وبدائع الزهور (١/ ٤٣٥) وشذرات الذهب (٦/ ١٩).
(٧) ليست في ب.
(٨) في ط: كان. والخطّارة: موضع قرب القاهرة من أعمال الشرقية. التاج (خطر).
(٩) ليست في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>