للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم السبت تاسع وعشرين منه قدم قاضي المالكيَّة إلى الشَّام من مصرَ وهو الإمام العلامة فخر الدين أبو العباس أحمد بن سلامة بن (١) أحمد بن سلامة الإسكندري المالكي، على قضاء دمشقَ عوضًا عن قاضي القضاة جمال الدين الزواوي لضعفه واشتداد مرضه، فالتقاه القُضاةُ والأعيان، وقُرئ تقليده بالجامع ثاني يوم وصوله، وهو مؤرخ بثانيْ عشرَ الشهر، وقدم نائبه الفقيه نور الدين السخاوي ودرَّس بالجامع في مستهلّ (٢) جُمادى الأولى، وحضر عنده الأعيان، وشُكرت فضائله وعلومُه ونزاهته وصرامته وديانته، وبعد ذلك بتسعة أيام توفي الزَّواوي المعزول، وقد باشر القضاءَ بدمشق ثلاثينَ سنة.

وفيها أفرج عن الأمير سيف الدين بَهَادُرآص من سِجْن الكَرَك، وحُمل إلى القاهرة، وأكرمه السلطان، وكان سَجْنُه بها مطاوعةً لإشارةِ نائب الشّام بسبب ما كان وقع بينهما بمَلَطْيَةَ.

وخرج المَحْمَلُ في يوم الخميس تاسع شوال، وأمير الحج سيف الدين كُجْكُن (٣) المنصوري.

وممَّن حجَّ (٤) قاضي القضاة نجم الدين بن صَصْرى وابن أخيه شرف الدين، وكمال الدين بن الشِّيرازي، والقاضي جلال الدين الحنفي، والشيخ شرف الدين بن تيمية، وخلق.

وفي سادس هذا الشهر درَّس بالجَاروخية (٥) القاضي في (٦) الدين محمد بن الشيخ كمال الدين بن الشُريشي بعد وفاة الشَّيخ شرف الدين بن سلام (٧) وحضر عنده الأعيان.

وفي التاسعَ عشرَ منه درَّس ابن الزَّمْلَكاني بالعَذْراويّة عوضًا عن ابن سَلَام.

وفيه درّس الشيخ شرف الدّين بن تيمية بالحَنْبلية (٨) عن إذن أخيه له بذلك بعد وفاة أخيهما لأمِّهما بدر الدِّين قاسم بن محمد بن خالد، ثم سافر الشَّيخ شرفُ الدين إلى الحجّ، وحضر الشيخ تقي الدّين الدَّرَس بنفسه، وحضر عنده خلقٌ كثير من الأعيان وغيرهم حتى عاد أخوه، وبعد عوده أيضًا.

وجاءت الأخبارُ بأنّه قد أُبطلت الخمور والفواحش كلُّها من بلاد السَّواحل وطرابُلُس وغيرها، ووضعت مُكُوسٌ كثيرةٌ عن النَّاس هنالك، وبنيت بقرى النُّصَيريّة في كل قرية مسجد، ولله الحمد والمنة.


(١) في ط: أحمد بن سلامة بن أحمد بن أحمد بن سلامة. بزيادة أحمد وسيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(٢) ليست في ط، وهي كذلك في الدارس (٢/ ٦٦) نقلًا عن ابن كثير.
(٣) في ط: كجكني وهو تحريف. وهو أحد الأمراء الكبار بدمشق. مات سنة (٧٣٩ هـ) الدرر الكامنة (٣/ ٢٦٥).
(٤) في ب: في هذه السنة.
(٥) في ط: الجاروضية بالضاد. وهي: مدرسة داخل باب الفرج والفراديس، لصيقة الإقبالية الحنفية، شمالي الأموي والظاهرية الجوانية. الدارس (١/ ٢٢٥).
(٦) في ط: جلال.
(٧) في ط: ابن أبي سلام. وهو توهم، وسيأتي صحيحًا في الوفيات.
(٨) المدرسة الحنبلية الشريفية عند القباقبية العتيقة. الدارس (٢/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>