للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأغتبقُ (١) النسيم لأنَّ فيه … شمائلَ منْ معاطفكُمْ تبينُ

فكمْ لي في محبَّتكمْ غرامٌ … وكمْ لي في الغرامِ بكم فنونُ؟

قاضي القضاة زين الدين: علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم بن منعم بن خلف النويري المالكي (٢) الحاكم بالدّيار المصرية، ولد (٣) سنة أربع وثلاثين وستمئة، وسمع الحديث واشتغل وحصل، وولي الحكم بعد ابن شاس (٤) سنة خمس وثمانين، وطالت أيّامه إلى هذا العام، وكان غزير المروءة والاحتمال والإحسان إلى الفقهاء والشُّهود، ومن يقصِدُه.

توفي ليلة الأربعاء حاديْ عشرَ جمادى الآخرة ودفن بسفح المقطَّم بمصرَ، وتولّى الحكم بعده بمصر تقي الدين الأخنائي المالكي.

الشيخ (٥) إبراهيم بن أبي العلاء (٦): المقرئ الصيّت المشهور المعروف بابن شَعْلان، وكان رجلًا جيدًا في شهود المسمارية (٧)، ويقصد للختمات لطِيْبِ (٨) صَوْته.

توفي يوم الجمعة وهو كهل ثالثَ عشَر جُمادى الآخرة، ودفن بسفح قاسيون.

الشيخ الإمام العالم الزاهد: أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي جعفر أحمد بن خلف بن إبراهيم بن أبي عيسى بن الحاج التُّجيبي (٩) القرطبي ثم الإشبيلي (١٠)، ولد بإشبيلية سنة ثمان وثلاثين وستمئة، وقد كان أهله بيت العلم والخطابة والقضاء بمدينة قُرطبة، فلمّا أخذها الفرنج انتقلوا إلى إشبيلية وتمحقت أموالهم وكتبهم، وصادر ابن الأحمر جده القاضي بعشرين ألف دينار، ومات أبوه وجدُّه في سنة إحدى وأربعين وستمئة، ونشأ يتيمًا ثم حجَّ وأقبل إلى الشام، فاستقام


(١) فيه: وأعتنق، والاغتباق: الشرب عند المساء.
(٢) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ١٢٧ - ١٢٨) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٤٢) وبدائع الزهور (١/ ٤٤٩) والشذرات (٦/ ٤٩).
(٣) ليست في ط.
(٤) في ط: شاش.
(٥) في ب: برهان الدين.
(٦) لم أقع على ترجمة له.
(٧) هي قبلي القيمرية الكبرى داخل السور بالقرب من المئذنة الفيروزية. الدارس (٢/ ١١٤).
(٨) في ط: لصيت.
(٩) في ط: النجيبي، وهو تصحيف وما هنا، في الشذرات والدرر. نسبة إلى: تُجيب بنت ثوبان بن سليم بن مذحج وهي أم عدي وسعد ابني أشر بن شبب بن السكون نسب ولدها إليها. الوفيات (٤/ ٤٣١). وهو مجود بخط الذهبي في ترجمة جده من تاريخ الإسلام (١٤/ ٣٩٤ من طبعة الدكتور بشار).
(١٠) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٣٥٠ - ٣٥١) والشذرات (٦/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>