للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البريد [من الديار المصرية يطلب الخطيب جلال الدين القزويني إلى الديار المصرية] (١) فأخبر بتوليته قضاء الشام.

وفي هذا اليوم خلع على تقي الدين سليمان بن مراجل بنظر الجامع عوضًا عن بدر الدين بن الحداد الذي توفي، وأخذ من ابن مراجل نظر المارستان الصغير لبدر الدين بن العطار.

وخُسف القمر ليلة الخميس للنصف من جُمادى الآخرة بعد العشاء، فصلى الخطيب صلاة الكسوف بأربع سور: ق، واقتربت، والواقعة، والقيامة، [ثمّ صلَّى العشاء ثم خطب بعدها] (٢) ثم أصبح بالنَّاس الصُّبح ثم ركب على البريد إلى مصرَ فرزق من السلطان قَبُولًا (٣) وولّاه بعد أيام القضاء ثم كرَّ راجعًا إلى الشام، فدخل دمشقَ في خامس رجب على القضاء مع الخطابة وتدريس العادلية والغزالية، فباشر ذلك كلَّه، وأُخذت منه الأَمينية فدرَّس فيها جمال الدين بن القلانسي، مع وكالة بيت المال، وأضيف إليه قضاء العساكر وخوطب بقاضي القضاة جلال الدين القزويني (٤). [ودرس بالمسرورية الشيخ كمال الدين بن الزملكاني عوضًا عن الخطيب قاضي القضاة جلال الدين] (٥).

وفيها قدم ملك التَّكرور (٦) إلى القاهرة بسبب الحج في خامس عِشْري رجب، فنزل بالقَرَافة ومعه من المغاربة والخدم نحو من عشرين ألفًا، ومعهم ذهب كثير بحيث إنه نزل سعر الذهب درهمين (٧)، ويقال له: الملك الأشرف موسى بن أبي بكر، وهو شاب جميل الصورة، له مملكة متسعة مسيرة ثلاث سنين، ويذكر أن تحت يده أربعة وعشرين ملكًا، [كل ملك تحت يده خلق وعساكر] (٨)، ولمَّا دخل قلعة الجبل ليسلمَ على السلطان أُمر بتقبيل الأرض فامتنع من ذلك، [فأكرمه السلطان] (٩)، ولم يمكَّن من الجلوس (١٠) أيضًا حتى خرج من بين يدي السلطان وأحضر له حصان أشهب بزُنَّارَيْ أطلس أصفرَ، وهيّئَت له هجن وآلات كثيرة تليق بمثله، وأرسل هو إلى السلطان أيضًا بهدايا كثيرة من جملتها أربعون ألف دينار، وإلى النائب بنحو عشرة آلاف دينار، وتحف كثيرة.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(٢) ليست في ب.
(٣) في ط: فتولاه. وهو تصحيف.
(٤) الدارس (١/ ١٩٦ و ٣٦٥).
(٥) ليست في أ وط وهو زيادة من ب. والدارس (١/ ٤٥٧).
(٦) هو: موسى بن أبي بكر الأسود. الذيل (ص ١٣٣) والدرر الكامنة (٤/ ٣٨٣) وفيه: موسى بن أبي بكر سالم التكروري.
(٧) في ب والدرر: نزل سعر الدينار درهمين في كل مثقال.
(٨) ليست في ب.
(٩) ليست في ب.
(١٠) الذي في الذيل: ولم يجلس وهو أنسب، لما فيه من الاختيار لا القسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>