للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونُقل الذي بها إلى حمصَ نائبًا عن قاضي دمشقَ، وهو ناصر [الدين] (١) بن محمود الزُّرعي.

وفي سادس عشري (٢) ربيع الآخر عاد تَنْكِزُ من مصرَ إلى الشَّام، وقد حصل له تكريمٌ من السلطان.

وفي ربيع الأول حصلت زلزلةٌ بالشام وقى الله شرّها.

وفي يوم الخميس مستهل جمادى الأولى باشر نيابةَ الحنبلي القاضي برهان الدين الزُّرَعي، وحضر عنده جماعة من القضاة.

وفي يوم الجمعة منتصف جُمادى الآخرة جاء البريد بطلب القاضي القزويني الشافعي الخطيب (٣) إلى مصر، فدخلها في مستهلّ رجب، فخُلع عليه بقضاء قضاة مصرَ مع تدريس النَّاصرية والصّالحية ودار الحديث الكاملية، عوضًا عن بدر الدين بن جماعة لأجل كِبَر سنِّهِ، وضَعْف نفسه، وضرر عينيه، فجبروا خاطره، فرُتِّبَ له ألفُ درهم وعشرةُ أرادب قمح في الشَّهر، مع تدريس زاوية الشافعي، وأرسل (٤) ولده بدر الدين (٥) إلى دمشق خطيبًا بالأموي، وعلى تدريس الشامية البرّانية، على قاعدة والده جلال الدين القزويني في ذلك، فخُلع عليه في أواخر رجب ثامن عشرينه وحضر عنده الأعيان.

وفي رجب كان عرس الأمير سيف الدين قَوْصُون السّاقي الناصري، على بنت السلطان، وكان وقتًا مشهودًا، خلع عليه (٦) الأمراء والأكابر.

وفي صبيحة هذه اللّيلة عُقد عَقْدُ الأمير شهاب الدين أحمد بن الأمير سيف الدين (٧) بَكْتَمُر السّاقي، على بنت تَنْكِز نائب الشام، وكان السلطان وكيل أبيها تَنْكِز والعاقد ابنُ الحريري (٨). وخُلع عليه وأُدخلت في ذي الحجة من هذه السنة في كلفة كثيرة (٩).

وفي رجب جرتْ فتنةٌ كبيرةٌ بالإسكندرية في سابع رجب، وذلك أنَّ رجلًا من المسلمين قد تخاصم مع (١٠) رجل من الفِرَنج، على باب البحر، فضرب أحدُهما الآخر بنعل، فرُفع الأمر إلى الوالي فأمر بغلق


(١) زيادة في ب.
(٢) في ط: سادس عشر.
(٣)، ليست في ط.
(٤) في ب: وعاد. ولا بأس به لأنه ذهب مع أبيه إلى مصر.
(٥) في ب: القزويني.
(٦) في أ وط: وخلع على. وأثبتنا ما في ب. النجوم الزاهرة (٩/ ٨٩).
(٧) ليست في ط.
(٨) هو: قاضي القضاة شمس الدين محمد بن الحريري الحنفي.
(٩) الدرر الكامنة (١/ ١١٤ - ١١٥).
(١٠) في أ وط: هو ورجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>