للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبعين] (١)، واشتغل على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، ولازمه وانتفع به، وبَرَع في الفقه وصحَّة النقل وكَثرة الصَّمت عمَّا لا يعنيه، ولم يزل مواظبًا على جهاته ووظائفه لا ينقطع عنها إلا من عذر شرعي، إلى أن توفي ليلة الأحد تاسع جُمادى الأولى ودفن بباب الصغير رحمه اللَّه تعالى.

وفي هذا الحين توفّي الصّاحب شرف الدّين يعقوب (٢) بن عبد الكريم (٣): الذي كان ناظر الدواوين بحلبَ، ثم انتقل إلى نظرها بطرابُلُس. توفي بحماة، وكان محبًا للعلماء وأهل الخير، وفيه كرم وإحسان، وهو والد القاضي ناصر الدّين (٤) كاتب السرِّ بدمشق، وقاضي العساكر الحلبية ومشيخة الشيوخ بالسُّمَيْساطية، ومدرّس الأَسدية بحلب، والناصرية والشَّامية الجوانية بدمشق (٥).

القاضي معين الدين: هبة اللَّه بن علم الدين مسعود (٦) بن أبي المعالي عبد اللَّه بن أبي الفضل ابن الحَشيش (٧) الكاتب وناظر الجيش بمصر في بعض الأحيان، ثم بدمشقَ مدَّةً طويلة مستقلًا ومشاركًا لقطب الدين ابن شيخ السلامية، وكان خبيرًا بذلك يحفظه على ذهنه، وكانت له يدٌ جيدة في العربية والأدب والحساب وله نظم جيد، وفيه تودُّد وتواضُع.

توفّي بمصرَ في نصف جمادى الآخرة، ودفن بتربة الفخر كاتب المماليك (٨).

قاضي القضاة وشيخ الشيوخ (٩) علاء الدين القُونَويّ: أبو الحسن علي (١٠) بن إسماعيل بن يوسف القُونَوي التبريزي الشّافعي، ولد بمدينة قونية (١١) في سنة ثمان وستين وستمئة تقريبًا واشتغل هناك، وقدمَ دمشقَ سنة ثلاث وتسعين، وهو معدود [من] الفُضَلاء فازداد بها اشتغالًا، وسمع الحديث وتصدَّر للإشغال بجامعها ودرَّس بالإقبالية، ثم سافرَ إلى مصرَ فدرَّس بها في عدَّة مدارس كبار، وولي مشيخة الشيوخ بها وبدمشق، ولم يزل يشغل بها وينفع الطلبة إلى أن قدم دمشق قاضيًا عليها في سنة سبع وعشرين، وله


(١) ليست في أ وب.
(٢) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ٤٣٤) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٨٠).
(٣) في ط: عبد اللَّه.
(٤) هو: محمد بن يعقوب وسيأتي في وفيات سنة (٧٦٣ هـ).
(٥) الدارس (٢/ ١٥٩).
(٦) ترجمته في الذيل (ص ١٦٢) والدرر الكامنة (٤/ ٤٠٣). والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٨٠) والشذرات (٦/ ٩٢).
(٧) في ط: ابن الخشيشي وهو تحريف.
(٨) هو: فخر الدين المصري.
(٩) ليست في ط.
(١٠) ترجمته في الذيل (ص ١٦٢) وطبقات الشافعية (٦/ ١٤٤) والدرر الكامنة (٣/ ٢٤) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٧٩) والدارس (١/ ١٦٢) وبغية الوعَاة (٢/ ١٤٩) والشذرات (٦/ ٩٠).
(١١) هي أعظم مدن الإسلام في بلاد الروم. ياقوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>