للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الشهر تولّى عماد الدين ابن قاضي القضاة الأخنائي تدريس الصَّارميَّة وهو صغير بعد وفاة النجم هاشم بن عبد اللَّه البَعْلَبَكي الشافعي، وحضرها في رجب وحضر عنده النَّاس خدمة لأبيه (١).

وفي حادي عشري جُمادى الآخرة رجعت التَّجريدة من الحجاز صحبة الأمير سيف الدين ألْجِي بُغَا، وكانت غيبتهم خمسةَ أشهرٍ وأيامًا وأقاموا بمكَّة شهرًا واحدًا ويومًا واحدًا، وحصَل للعرب منهم رعبٌ شديدٌ، وخوفٌ أكيدٌ، وعزلوا عن مكَّة عطيفةَ، ووَلَّوْا أخاه رُمَيْثَةَ وصَلّوا وطَافُوا واعتمروا، ومنهم من أقام هناك ليَحُجَّ.

وفي ثاني رجب خلع على ابن أبي الطيب بنظر ديوان بيت المال عوضًا عن ابن الصاين توفي.

وفي أوائل شعبانَ حصلَ بدمشقَ هواءٌ شديدٌ مزعج كسَّر كثيرًا من الأشجار والأغصان، وألقى بعضَ الحيطان والجدران، وسكن بعد ساعة بإذن اللَّه، فلما كان يومُ تاسعه سقط بردٌ كِبَار مقدار بيض الحمام، وكسَّر بعض جامات الحمَّام (٢).

وفي شهر شعبان هذا خُطب بالمدرسة المعزيَّة على شاطئ النيل، أنشأها الأمير سيف الدين طُقُزْدَمُر (٣)، أمير مجلس الناصري، وكان الخطيب عز الدين عبد الرحيم بن الفرات الحنفي (٤).

وفي نصف رمضانَ قدم الشّيخ تاج الدين عمر بن علي بن سالم اللَّخمي ابن الفاكهاني المالكي (٥)، نزل عند القاضي الشافعي، وسمع عليه شيئًا من مصنَّفاته، وخرج إلى الحج عامئذٍ مع الشَّاميين، وزار القُدْسَ قبل وصوله إلى دمشق.

وفي هذا الشهر وُطِّئ سوق الخيل ورُكِّبت فيه حَصَبات كثيرة، وعمل فيه نحو من أربعمئة نفس في أربعة أيام حتى ساوَوْه وأصلحوه، وقد كان قبل ذلك يكون فيه مياه كثيرة، ومَلَقاتٌ (٦).

وفيه أُصلح سوقُ الدّقيق ظاهر (٧) باب الجابية إلى الثابتيّة وسقف عليه السقوف.

وخرج الرّكب الشَّامي يوم الإثنين ثامن شوّال وأميره عز الدين أَيْبَك، أمير علم، وقاضيه شهاب


(١) الدارس (١/ ٣٢٨).
(٢) الفتحات الزجاجية التي تنير الحمّام في القباب.
(٣) في ط: طغزدمر. مات سنة (٧٤٧ هـ). الدليل الشافي (١/ ٣٦٦).
(٤) هو: عبد الرحيم بن علي بن حسن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن الفرات. مات سنة (٧٤١ هـ). الدرر الكامنة (٢/ ٣٥٨) النجوم الزاهرة (٩/ ٣٢٦).
(٥) في ط: الملخي. وهو تصحيف، وفي أ: البلخي. وأثبتنا ما في ب وبغية الوعاة (٢/ ٢٢١).
(٦) "المَلَقَات": ج مَلَقة وهي الصخرة الملساء.
(٧) في ط: داخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>