للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المالَ حَثْيًا، ولا يَعُدُّه عَدًّا، واللَّه أعلم، وفي زمانه تكون الثّمار كثيرةً، والزروع غَزِيرةً، والمالُ وافر، والسلطان قاهر، والدينُ قائم ظاهر، والعدوّ ملوم مخذول داخر، والبلاد آمنة، والأمر والنهي قائم، والرزق دارٌّ دائم، والخيرُ في أيامه دائم راغم.

وقال الإمام أحمد: حدثنا خَلَفُ بن الوليد، حدثنا عَبَّاد بن عبّاد، حدثنا مُجالد بن سعيد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد، قال: قلت: واللَّه ما يأتي علينا أميرٌ إلَّا وهو شَرٌّ من الماضي، ولا عامٌ إلَّا وهو شرّ من الماضي، قال: لولا شيء سمعتهُ من رسول اللَّه لقلت مثل ما يقول، ولكن سمعت رسول اللَّه يقول: "إن من أمرائكم أميرًا يَحْثو المَالَ حَثْوًا، ولا يَعُدّه عَدًّا، يأتيه الرجلُ يسألُه، فيقول: خذ، فيَبْسُط ثَوْبَه، فيَحْثُو فيه" وبَسَط رسولُ اللَّه مِلْحَفَةً غَلِيظَةً، كانت عليه، يَحْكِي صُنع الرجُل، ثُمّ جمع إليه أكنافها، قال: "فيأخذه، ثم ينطلق". تفرّد به أحمد، من هذا الوجه (١).

وقال ابن ماجه: حدثنا هَدِيّة بن عبد الوهاب، حدثنا سعدُ بن عبد الحميد بن جعفر، عن عليّ بن زياد اليمَامِيّ، عن عِكْرمة بنِ عمّار، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلْحة، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللَّه يقول: "نحن وَلَدُ عَبْدِ المُطَّلِب سادةُ أهل الجنّة، أنا، وحمزة، وعليّ، وجعفرٌ، والحسنُ، والحسينُ، والمهديُّ"، قال شيخنا أبو الحجاج المِزِّيّ: كذا وقع في "سنن ابن ماجه"، وفي إسناده عليّ بن زياد اليماميّ، والصواب عبد اللَّه بن زياد السُّحَيْمِي، قلت: وكذا أَورده البخاريّ في "التاريخ"، وابن أبي حاتم في "الجَرْح والتعديل"، وهو رجل مجهول، وهذا الحديث مُنكر (٢).

وفي الطبرانيِّ مِن حديث حسين بن عليٍّ، عن الأوزاعيِّ، عن قيس بن جابر الصَّدَفيِّ، عن أبيه، [عن جدِّه] مرفوعًا: "سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ، ثُمَّ مُلُوكٌ، ثُمَّ أُمَرَاءُ، ثُمَّ جَبَابِرَةٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، ثُمَّ يُؤَمَّرُ الْقَحْطَانِيُّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بَيَده مَا هُوَ بِدُونِهِ" (٣).

فأمّا الحديثُ الذي رواه ابن ماجه في "سننه"، حيث قال : حدثنا يونُس بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن إدريس الشافعيّ، حدثني محمد بن خالد الجَنديّ، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن رسول اللَّه قال: "لا يزداد الأمرُ إلّا شِدّة، ولا الدنيا إلا إِدبارًا، ولا الناسُ إلّا شُحًّا، ولا تقوم الساعة إلا على شِرَار الناس، ولا المهديّ إلا عيسى ابن مريم" فإنه حديث مشهور


(١) رواه أحمد (٣/ ٩٨) وفي إسناده ضعف.
(٢) أخرجه ابن ماجه رقم (٤٠٨٧).
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٩٣٧) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>