للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول: يا لَيْتَنِي مَكانَه، وحَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغربها، فإذا طلعتْ ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨] ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعةُ وقد انصرف الرجلُ بلبن لقحته (١) فلا يَطْعَمُهُ، ولتقُومنَّ الساعةُ وهو يَليطُ حوضه فلا يسْقِي فيه، ولتقُومن السَّاعةُ وقد رفع أُكْلَتَهُ إِلى فيه، فَلَا يَطْعَمُها" (٢).

وقال الإمام أحمد: ثنا سُريجُ بن النعمان، ثنا عبد العزيز، يَعْنِي الدَّرَاوَرْديَّ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول اللَّه : "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا". تفرَّد به أحمد (٣).

وقال مسلم: حدثني حَرْمَلةُ بن يحيى التُّجِيبيّ، حدثنا ابنُ وهب، حدثنا يونُس، عن ابن شِهَاب: أن أبا إدريس الخَوْلَاني، قال: قال حُذيفة بن اليمان: واللَّه إني لأعلم الناسِ بكلّ فِتْنَة كائنَةٍ فيما بَيْنِي وبينَ الساعة، وما بي إلّا أن يكون رسُولُ اللَّه أسرّ إليَّ في ذلك شيئًا لم يُحَدّثْه غيري، ولكنّ رسولَ اللَّه قال، وهو يُحدّث مَجْلسًا أنا فيه عن الفتن، فقال رسولُ اللَّه ، وهو يَعُدّ الفتن: "منهن ثلاث" لا يَكَدْنَ يذَرْنَ شَيْئًا، ومنهن فِتَنٌ كريَاح الصيف، منها صِغَار ومنها كِبَار" قال حُذَيفة: فذهب أولئك الرَّهْطُ كلُّهم غيري (٤).

وروى مسلم من حديث زهير، عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللَّه : "إذا مَنَعَت العِرَاق دِرْهَمَها وقَفِيزها، ومنَعَتِ الشامُ مُدْيَها (٥) ودِينَارَها، ومنَعَتْ مصرُ إرْدَبَّها، ودِينَارَها، وعُدْتمْ مِنْ حَيْثُ بَدأتُمْ، وعدتم من حيث بدأتم، [وعدتم من حيث بدأتم] " شهد على ذلك لَحم أبي هُريرَة ودمُه (٦).

وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا الجُرَيْريّ، عن أبي نَضْرة، قال: كُنَّا عِندَ جَابِرٍ، فقال: يُوشِكُ أهْلُ العِراقِ ألّا يُجْبى إليهم قفيزٌ، ولا دِرْهَمٌ، قلنا: مِنْ أينَ ذاك؟ قال: من قِبَل العَجَم، يمنعون ذَاكَ، ثم قال: يوشك أهلُ الشام ألّا يُجْبَى إليهم دِينَارٌ ولا مُدْي، قُلنا: مِنْ أيْنَ ذاك، قال: مِنْ قِبَلِ الرُّوم، يمنعون ذَاكَ، ثم سكتَ هُنيهَة ثم قال: قال رسول اللَّه : "يكون في


(١) اللقحة: الناقة الحلوب.
(٢) رواه البخاري رقم (٧١٢١).
(٣) رواه أحمد في المسند (١/ ٨٤) وهو حديث حسن.
(٤) رواه مسلم (٢٨٩١).
(٥) المدي: مكيال معروف لأهل الشام.
(٦) رواه مسلم (٢٨٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>