للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول اللَّه قال: "إنّها سَتكُونُ فتنةٌ، القاعدُ فيها خير من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي خَيْرٌ من السَّاعي" قال: أفرأيتَ إنْ دَخَل عَلَيّ بَيْتي فَبسَطَ يَدَه إليّ ليقْتُلَني؟ قال: "كن كابن آدم". وهكذا رواه الترمذيّ عن قتيبة، عن الليث، عن عياش بن عباس القِتبْانيّ، عن بُكَير بن عبد اللَّه بن الأشج، عن بُسر بن سعيد الحَضرميّ، عن سعد بن أبي وقاص. . . فذكره، وقال: هذا حديث حسن (١)، ورواه بعضهم عن الليث، فزاد في الإسناد رجلًا يعني الحُسَين، وقيل: الحسيل بن عبد الرحمن، ويقال: عبد الرحمن بن الحُسَين، عن سعد، كما رواه أبو داود آنفًا.

ثم قال أبو داود: حدثنا مُسَدَّد، حدّثنا عبدُ الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحَادة، عن عبد الرحمن بن ثَروان، عن هُزَيل، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللَّه : "إن بين يدَي الساعة فِتَنًا كقِطَع الليل المُظْلِم، يُصْبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمْسِي كافرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا ويُصْبحُ كافِرًا، القاعِدُ فيها خيرٌ من القائم، والماشي فيها خيرٌ من السَّاعِي، فكَسِّرُوا قِسِيكم وقطعُوا أوْتارَكُم واضْرِبُوا سيُوفَكُمْ بِالحِجَارَة، فإنْ دُخِلَ [يعني] على أحَد مِنْكمْ فلْيَكُنْ كخَيْر ابنَيْ آدمَ" (٢).

وقال الإمام أحمد: حدثنا مرحوم، حدثنيِ أبو عمران الجَونِيّ، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال: ركب رسول اللَّه حمارًا، وأرْدَفني خَلْفَه، فقال: "يا أبا ذرّ أرأيتَ إنْ أصَابَ النَّاسَ جُوعٌ شَديدٌ، حتى لَا تَسْتَطيعَ أنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشكَ إلي مَسْجِدِكَ كَيْفَ تَصْنَع؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "تَعَفّفْ" قال: "يا أبا ذرّ، أرأيْت إنْ أصَابَ النَّاسَ مَوتٌ شَدِيدٌ، يكونُ البيت فِيهِ بالعَبْد" يَعْنِي القَبْرَ "كَيْفَ تَصْنَع؟ " قلت: اللَّهُ ورسولهُ أعْلَمُ، قال: "اصْبِرْ" قال: "يا أَبا ذرّ، أرأيتَ إنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهمْ بَعْضًا" يعني حتى تغرق حِجَارة الزيت من الدماء "كيف تَصْنَع؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "اقْعُدْ في بَيْتِك، وأغلقْ عَلَيْكَ بَابَك" قال: فإنْ لَمْ أُتْرك؟ قال:، فَأْتِ مَنْ أنْتَ مِنْهُمْ فكُنْ فيهِمْ" قلت: فآخُذُ سلَاحِي، قال: "إذًا تُشارِكَهُم في ما هُمْ فِيه، ولكن إنْ خَشيتَ أن يَرْدَعك شُعاعُ السَّيْف، فألقِ طَرَفَ رِدَائك عَلَى وَجْهك كَيْ يَبُوءَ بإثْمِهِ وإثمك". هكَذا رواه الإمام أحمد، وقد رواه أبو داود عن مسدّد، وابن ماجه عن أحمد بن عَبْدة، كلاهما عن حمّاد بن زيد، عن أبي عِمْران الجَوْنيّ، عن المُشَعّث بن طريف، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذرّ بنحوه، ثم قال أبو داود: لم يذكر المشعثَ في هذا الحديث غيرُ حمّاد بن زيد (٣).

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبد الواحد بن


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ١٨٥) والترمذي (٢١٩٤) وهو حديث صحيح.
(٢) رواه أبو داود رقم (٤٢٥٩) وهو حديث صحيح.
(٣) رواه أحمد في المسند (٥/ ١٤٩) وأبو داود رقم (٤٢٦١) وابن ماجه (٣٩٥٨) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>