للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زياد، حدثنا عاصم الأحول، عن أبىِ كَبشة قال: سمعت أبا موسى يقول: قال رسول اللَّه : "إن بين أيديكم فِتنًا كقِطع الليل، يُصبحُ الرجل فيها مؤمنًا ويُمْسي كافرًا، ويُمْسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السَّاعِي" قالوا: فما تأمُرنا؟ قال: "كونوا أحلاس بيوتكم" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيُّوب، عن أبي قِلَابة، عن أبي أسماء، عن ثَوْبَان قال: قال رسول اللَّه : "إن اللَّه زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها، ومغاربها، وإن مُلك أمّتي سيبلُغُ ما زُوِيَ لي منها، وإني أُعطيتُ الكنزين، الأحمر، والأبيض، وإني سأَلتُ ربّي لأمتي ألّا يهلِكوا بسَنَةٍ بعامة ولا يُسلطَ عَلَيْهِمْ عدوًّا من سوى أنفسهم، فيَسْتَبِيح بَيْضَتهُم وإن ربي ﷿ قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد، وإني أعطيت لأمتك ألّا أُهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَنْ بَيْنَ أقطارها" أو قال: "مَنْ بأقطارها، حتَّى يَكُونَ بَعْضهُمْ يسبي بعضًا، وإنما أخافُ على أمتي الأئِمة المضلِّين، وإذا وُضع السيف في أمتي لم يُرفَعْ عَنْهُمْ إلى يوم القِيَامَة، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تلحق قبائلُ مِنْ أمتي بالمشْركِينَ، وحتى تعْبُد قبائلُ مِنْ أمتي الأوثانَ، وإنه سيكونُ في أمتي كَذَّابُونَ ثَلَاثُون، كلُّهُمْ يزعم أنه نبي، وأنا خَاتَمُ النبيين، لا نبيَّ بعدي، ولا تزالُ طَائِفةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهرين على الحق، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُم، حتى يَأْتيَ أمرُ اللَّه ﷿". ورواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، من طرق عن أبي قِلابة، عبد اللَّه بن زيد الجرمي، عن أبي أسماء، عمرو بن مَرْثد، عن ثوبان بن بُجْدُد، بنحوه، وقال الترمذيّ: حسن صحيح (٢).

وقال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا أبو داود الحَفَرِيّ، عن بدر بن عُثمان، عن عامر، عن رجل، عن عبد اللَّه، عن النبي قال: "تَكُونُ في هَذِه الأُمة أربَعُ فِتَن، آخرها الفَنَاءُ" (٣).

ثمّ قال أبو داود: حدثنا يحيى بنُ عُثمان بن سعيد الحِمْصِي، حدثنا أبو المغيرة، حدثني عبد اللَّه بن سالم، حدثني العلاء بن عُتْبَةَ، عن عمير بن هانئ العنسي، سمعتُ عبد اللَّه بن عمر يقول: كُنَّا قُعودًا عند رسول اللَّه فذكر الفتن، فأكثرَ في ذِكْرها، حتى ذكر فِتْنَة الأَحلَاس، فقال


(١) رواه أبو داود رقم (٤٢٦٢) وهو حديث صحيح.
(٢) رواه أحمد في المسند (٥/ ٢٧٨) ومسلم رقم (٢٨٨٩) وأبو داود رقم (٤٢٥٢) والترمذي رقم (٢١٧٦) وابن ماجه (٣٩٥٢).
(٣) رواه أبو داود (٤٢٤١) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>