للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث سُلَيْمان بن المُغِيرة، كلاهما عن حُمَيْد بن هلال العَدويّ، عن أبي قتادة العَدويّ. وقد اختُلِف في اسمه، والأشهرُ ما ذكره ابن مَعين: أنه تَميِمُ بن نُذَيْر، ووثقه، وقال ابن مَنْدَه وغيره: كانت له صُحْبَة، فاللَّه أعلم (١).

وتقدّم من رواية جُبَيْر بن نُفَيْر، عن عَوْفِ بن مالك في تَعْدَادِ الأشْراط بين يَدَيِ الساعة، عن النبي : "والسادسة هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكم وبين بَني الأصفر، فيَسِيرون إليكم في ثمانين غايةً، تحتَ كلِّ غاية اثنا عشر ألفًا، وفُسْطاطُ المسلمين يومئذ في أرضٍ يُقال لها: الغُوطَةَ، في مدينةٍ يقال لها: دمشق" رواه أحمد (٢). وروى أبو داود، من حديث جُبَيْر بن نُفَيْر أيضًا، عن أبي الدرداء: أن رسول اللَّه قال: "إنّ فُسطاطَ المُسلمين يوم المَلْحَمَةِ بالغُوطَةِ إلى جانب مدينةٍ يقالُ لها: دِمَشْقُ، مِنْ خَيْر مدائن الشام" (٣).

وتقدّم حديثُ أبي حَيّة، عن عبد اللَّه بن عمرو، في فتح القسطنطينية (٤) وكذا حديث أبي قبيل في فتح رومية بعدها أيضًا (٥).

وقال مسلم بن الحجاج: حدثني زُهَيْر بن حَرْب، حدثنا مُعَلَّى بن منصور، حدثنا سُليمان بن بلال، حدثني سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه قال:

"لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق (٦) أو بدابق، فيخرج إليهم جيشٌ من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافُّوا قالت الروم: خلُّوا بيننا وبين الذين سُبُوْا مِنّا نُقَاتِلْهُمْ، فيقول المسلمون: لا واللَّه، لا نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزمُ ثُلُثٌ، لا يتوب اللَّه عليهم أبدًا، ويُقْتَلُ ثلثُهم، أَفْضَلُ الشهداء عند اللَّه، وَيَفْتَتِحُ الثلث، لا يُفْتَنُونَ أبدًا فَيَفْتَتِحُون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد عَلَّقُوا سُيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خَلَفَكُمْ في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج الدجال، فبينما هم يُعِدُّون للقتال، يُسَوّون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابنُ مريم فأمَّهم، فإذا رآه عدوُّ اللَّه ذابَ كما يذوب المِلْح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يَهْلِكَ، ولكن يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فيريهمْ دَمه في حرْبته" (٧).


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ٤٣٥) ومسلم (٢٨٩٩) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٥/ ١٣٨).
(٢) رواه أحمد في المسند (٦/ ٢٥) وهو حديث صحيح.
(٣) رواه أبو داود (٤٢٩٨) وهو حديث صحيح.
(٤) رواه أحمد (٢/ ١٧٤) وهو حديث حسن.
(٥) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٧٦) وهو حديث حسن.
(٦) بين حلب وأنطاكية.
(٧) رواه مسلم رقم (٢٨٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>