للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخبركم عني: إني أنا المسيح، وإني يوشكُ أنْ يُؤذنَ لي في الخروج، فأخرجَ، فأسير في الأرض، فلا أدعَ قرْيةً إلّا هَبَطْتُها، في أربعين ليلةً، غير مكة، وطَيْبَة، فهما مُحَرّمتان عليّ كِلْتَاهُما، كُلَّما أرَدْتُ أن أدخل واحدةً أو واحدًا منهما استقبلني مَلَك بيده السيفُ صَلْتًا، يصدّني عنها، وإن على كل نَقْبٍ منها ملائكة يَحْرُسُونهَا" قالت: قال رسول اللَّه وطعن بِمخْصرَتهِ في المِنْبر: "هذه طَيْبَةُ، هذه طَيْبَةُ، هذه طَيْبَةُ" يعني المدينةَ "ألا هَلْ كنتُ حَدَّثتكُمْ عن ذلك؟ " فقال الناس: نعم، قال: "فإنه أعجبني حديثُ تميم، أنّه وافق الذي كنتُ أحَدّثكم عنه، وعن المدينة، ومكة، ألا إنّه في بحر الشام، أو في بحر اليمن، لا بل من قِبَلِ المشرق ما هو، من قِبَلِ المشرقِ ما هو" وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فَحَفِظْتُ هذا من رسول اللَّه . ثم رواه مسلم من حديث سيّار عن الشعبي، عن فاطمة، قالت: فسمعتُ رسول اللَّه وهو على المنبر يخطبُ، فقال: "إنّ بني عَمٍّ لتميمٍ الداريّ ركبوا في البحر. . . " وساق الحديث. ومن حديث غَيْلانَ بن جرير، عن الشعبيّ، عنها. . . فذكرتْهُ: أن تميمًا الداريّ ركب في البحر فتاهت به السفينة، فسقط إلى الجزيرة، فخرج إليها يلتمسُ الماءَ، فلَقِي إنسَانًا يَجُرّ شعرَهُ. . . واقتصَّ الحديث، وفيه: فأخرجه رسول اللَّه إلى الناس، فحدّثهم، قال: "هذه طَيبةُ، وذاك الدجّال".

حدثني أبو بكر بن إسحاق، حدثنا يحيى بنُ بُكير، حدثنا المُغيرة، يعني الحزاميّ، عن أبي الزناد، عن الشعبيّ، عن فاطمة بنت قيس: أن رسول اللَّه قعد على المنبر، فقال: "أيّها الناس، حدثني تميم الداريّ: أن أُناسًا من قومه كانوا في البحر، في سفينةٍ لهم، فانكسرت بهم، فركب بعضهم على لَوْح من ألواح السفينة، فخرجوا إلى جزيرة في البحر. . . " وساق الحديث.

وقد رواه أبو داود وابن ماجه من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن الشعبي، عنها، بنحوه. ورواه الترمذيّ من حديث قَتَادةَ، عن الشعبي، عنها، وقال: حسن صحيح غريب من حديث قتادة عن الشعبيّ. ورواه النَّسائي من حديث حَمّاد بن سَلَمة، عن داود بن أبي هِنْد، عن الشعبيّ، عنها، بنحوه. وكذلك رواه الإمام أحمد عن عَفَّان، وعن يونس بن محمد المؤدّب، كلٌّ منهما عن حمّاد بن سَلَمة به (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا مجالد، عن عامر، قال: قدمتُ المدينةَ فأتيتُ فاطمةَ بنتَ قيس، فحدّثتني أن زوجها طَلَّقهَا على عهد رسول اللَّه ، فبعثه رسول اللَّه في سَرِيّةٍ، فقال لي أخوه: اخرُجِي من الدار، فقلت: إنّ لي نَفَقَة، وسُكْنَى، حتّى يَحِلّ الأجَلُ، قال: لا، قالت: فأتيتُ رسول اللَّه ، فقلت: إن فُلانًا طلقّني وإنّ أخاه أخرجني، ومنعني السكنى


(١) رواه مسلم رقم (٢٩٤٢) وأبو داود رقم (٤٣٢٧) وابن ماجه رقم (٤٠٧٤) والترمذي رقم (٢٢٥٣) والنسائي في الكبرى رقم (٤٢٥٨) وأحمد في المسند (٦/ ٤١٢ - ٤١٣ و ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>