للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلم، قلت: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة. تفرد به أبو داود وهو غريب جدًا (١).

وقال الحافظ أبو يَعْلَى: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا أبو عاصم، سعد بن زياد، حدثني نافع مولاي، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه استوى على المنبر، فقال: "حدثني تميم" فرأى تميمًا في ناحية المسجد، فقال: "يا تميم حدِّثِ الناس ما حَدَّثْتَني" فقال: كنّا في جزيرة، فإذا نحنُ بدابّةٍ لا يُدْرى قُبُلها مِنْ دُبُرِهَا، فقالت: تعجبون من خَلْقي، وفي الدَّيْر من يَشْتَهي كلامكم، فدخلنا الدَّيْر، فإذا نحنُ برجُل مُوثَقٍ في الحديد، من كعبه إلى أذنه، فإذا أحدُ مَنْخِرَيْهِ مسدودٌ، وإحدى عَيْنَيْهِ مَطْمُوسَةٌ، قال: من أنتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيّة؟ قلنا: كعهدها، قال: فما فعل نَخْلُ بَيْسانَ؟ قلنا: بعهده، قال: لأطَأَنّ الأرضَ بِقَدميّ هاتين، إلّا بَلدةَ إبراهيم، وطابة، فقال رسول اللَّه : "طابة، هي المدينة". وهذا حديث غريب جدًّا. وقد قال أبو حاتم: أبو عاصم هذا ليس بالمتين.

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إبراهيم بن طَهْمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة، ولَدَتْ غُلامًا مَمسْوحَةً عينه طالعة ناتئة فأشفق رسول اللَّه أن يكون الدجال، فوجده تحت قَطِيفَةٍ يُهَمْهِمُ، فآذَنتهُ أمه، فقالت: يا عبد اللَّه، هذا أبو القاسم قد جاء فأخْرج إلَيْه، فخَرجَ مِن القَطيفة، فقال رسول اللَّه : "ما لها قاتلها اللَّه؟ لو تركتْه لبَيَّن". ثم قال: "يا ابن صياد ما ترى؟ " قال: أرى حقًّا، وأرى باطلًا، وأرى عَرْشًا على الماء، قال: فَلُبِّسَ عليه (٢)، قال: "أتشهد أني رسولُ اللَّه؟ " فقال هو: أَتَشْهَدُ أني رسولُ اللَّه؟ فقال رسول اللَّه : "آمنتُ باللَّه، ورُسله" ثم خرج، وتركه، ثم أتاه مَرّةً أخرى فوجده في نَخْلٍ لهم، يُهمهِمُ، فآذنَتْه أمُّه، فقالت: يا عبد اللَّه، هذا أبُو القاسم قد جاء، فقال رسول اللَّه : "ما لها قاتلها اللَّه؟ لو تَرَكَتْهُ لبَيَّنَ" قال: فكان رسول اللَّه يطمع أن يسمع من كلامه شيئًا، ليعلم أهو هو أم لا؟ قال: "يا ابن صياد، ما ترى؟ " قال: أرى حقًّا، وأرى باطلًا، وأرى عَرْشًا على الماء، قال: "أتشهد أنِّي رسولُ اللَّه؟ " قال هو: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فقال رسول اللَّه : "آمنتُ باللَّه، ورسله" فلبّس عليه، ثم خرج وتركه. ثم جاء في الثالثة أو الرابعة، ومعه أبو بكر، وعمر بن الخطاب في نَفَرٍ من المهاجرين والأنصار، وأنا معه، قال: فبادر رسول اللَّه بَيْن أيدينا، ورجا أن يسمع من كلامه شيئًا، فسَبَقَتْهُ أمّه إلَيْه، فقالت: يا عبد اللَّه، هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول اللَّه : "ما لها قاتلها اللَّه؟ لو تركته لبَيَّن" فقال: "يا ابن صياد ما ترى؟ " قال: أرى حقًّا، وأرى


(١) رواه أبو داود رقم (٤٣٢٨).
(٢) في الأصل: فلبس ويحك عليك، والتصحيح من مسند أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>