للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا سعيد بن سليمان سَعْدُويه، حدثنا خَلَفُ بن خَلِيفَة، عن أبي مالك الأشجعيّ، عن رِبْعِيّ، عن حُذَيفة، قال: قال رسول اللَّه : "أنا أعلمُ بما مع الدجَّال منه، معه نهران، أحدهما نار تأجّج، في عين من يراه، والآخر ماءٌ أبيض، فمن أدركه منكم فليُغْمِضْ عينيه، وَلْيَشْرب من الذي يراه نارًا، فإنه ماء بارد، وإياكم والآخر، فإنه فِتْنَة، واعلموا أنه مكتوب بين عَيْنَيه كافر، يقرؤه من كتب، ومن لم يكتب، وأن إحدى عينيه ممسوحة، عليها ظَفَرَةٌ، وأنه يطلع من آخر عُمره على بطن الأُرْدُن على ثَنيّة فيقَ، وكلّ أحد يؤمن باللَّه واليوم الآخر بِبَطْن الأُرْدُنّ، وأنه يقتُلُ من المسلمين ثُلُثًا، ويَهْزِمُ ثلثًا، ويبقى ثلث، فيحجز بينهم الليل، فيقول بعض المؤمنين لبعض: ما تنتظرون أن تَلحقوا بإخوانكم في مرضاة ربّكم؟ من كان عنده فضل طعام فليعُدْ به على أخيه، وصَلُّوا حتى يَنْفَجِر الفجرُ، وعَجِّلُوا صَلاتكم، ثم أقبلوا على عَدوّكم. فلما قاموا يُصَلون، نزل عيسى ابن مريم ، وإمامهُم يُصَلي بهم. فلما انصرف، قال: هكذا فرِّجوا بيني وبين عدوِّ اللَّه" قال: "فيذوب كما يذوبُ المِلْحُ، فيُسلّط اللَّهُ عليهم المسلمين، فيقتلونهم، حتى إنّ الحجرَ، والشجرَ ليُنادي: يا عبد اللَّه، يا مسلم، هذا يهوديّ فاقتله، ويظهر المسلمون، فيَكْسِرُ الصليبَ، ويَقْتُل الخِنْزير، ويضعُ الجزْية.

فبينما هم كذلك، إذ أخرج اللَّه يأجُوجَ ومأجُوجَ، فيشرب أولهم البُحَيرة، ويجيء آخرُهم وقد انكشفوا، فما يَدَعُون فيها قَطْرَةً، فيقولون: كان هاهنا أثرُ ماءً مَرّةً، ونبيُّ اللَّه وأصحابه وراءهم، حتى يدخلوا مدينة مِن مدَائنِ فلسطين، يقال لها: باب لُدّ، فيقولون: ظَهَرْنا على من في الأرض، فتعالوا نُقاتل مَن في السماء، فيدعو اللَّهَ نبيُّه عند ذلك، فيبعثُ اللَّه عليهم قُرحَةً في حلُوقهم، فلا يبقى منهم بَشَرٌ، وتُؤْذي رِيحُهم المسلمين، فيدعو عيسى عليهم، فيُرسل اللَّه ريحًا عليهم تقذفهم في البحر أجمعين". قال شيخنا الحافظ أبو عبد اللَّه الذهبيُّ: هذا إسناد صالح. قلت: وفيه سياقٌ غريب وأشياءُ مُنكرة، واللَّه أعلم (١).

وقال ابن عساكر (٢) في ترجمة شيخٍ من أهل دمشق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "هَذَا الأمر فِي قُرَيْشٍ يَليهِ بَرُّهم بِبَرِّهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ بِفَاجِرِهِمْ، حَتَّى يَدْفَعُوهُ إِلَى عِيسى ابنِ مَرْيَمَ" وفي لفظ: "بَرُّهُمْ بِبرِّهِ، وَفَاجِرُهُمْ بِفُجُورِهِ". قال ابنُ عساكر: وهو الأصحُّ.


(١) رواه ابن منده في "كتاب الإيمان" (٣/ ٩١٨ - ٩١٩).
(٢) يعني في "تاريخ مدينة دمشق".

<<  <  ج: ص:  >  >>