للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو داود الطّيالِسيّ، عن طلحة بن عمرو، وجرير بن حازم، فأما طلحة، فقال: أخبرني عبد اللَّه بن عُبَيْد بن عُمَيْر أن أبا الطُّفَيْلِ حدّثَهُ عن حُذَيْفَةَ بن أسِيد الغِفَارِيّ، أبي سريحة، وأما جرير، فقال: عن عبد اللَّه بن عُبَيْد، عن رجل من آل عبد اللَّه بن مسعود، وحَدِيثُ طَلْحة أتَمُّ وأَحسَنُ.

قال: ذكر رسولُ اللَّه الدابَّة، فقال: "لها ثَلاثُ خَرَجَاتٍ في الدَّهْرِ، فتَخْرُج خَرْجَةً مَنْ أقْصى البَادية، ولا يَدْخُلُ ذِكرُهَا القَرْيةَ" يعني مَكَّة "ثم تَكْمُنُ زَمانًا طَوِيلًا، ثم تَخْرُج خرجةً أخْرى دون تِلْكَ، فَيعْلو ذِكْرُها في أهل البادية، وَيدْخُلُ ذِكرها القَريَةَ" يعني مَكَّة، قال رسول اللَّه : "ثم بينما الناسُ في أعظم المساجد على اللَّه حُرْمةً، وأكرمِها: المسجد الحرام، لم يَرُعْهُمْ إلَّا وَهي ترغو بين الرُّكن والمَقَامِ، تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِها التُّرَابَ، فارْفَضَّ الناسُ عَنْهَا شَتّى، ومعًا، وثَبَتَتْ عِصابَةٌ من المُؤْمِنينَ، وعرفوا أنّهم لَنْ يُعْجِزُوا اللَّهَ، فبدأت بِهِمْ، فجلت وجوهَهُمْ حتى جَعَلتها كالكوكب الدُّرِّيِّ، وولَّت في الأرض، لا يُدركها طالب، ولا يَنجُو منها هارب، حتّى إنّ الرجل ليتَعَوَّذُ مِنْها في الصلاة فَتأتِيهِ من خَلْفِهِ، فتقول: يا فُلانُ: آلآن تُصَلِّي؟! فيُقْبِلُ عَلَيْها، فَتسِمُه في وَجْهِهِ، ثم تَنْطَلِقُ، وَيَشْتَرِكُ الناسُ في الأموال، وَيَصْطَحِبُونَ في الأمصار، يُعْرَفُ المُؤْمنُ من الكافر، حتى إنّ المُؤْمِنَ ليَقُولُ: يا كافر، اقْضِنِي حَقّي، وحَتى إنَّ الكافر لَيَقُولُ: يا مؤمن، اقضِنِي حَقّي". هكذا رواه مرفوعًا من هذا الوجه بهذا السياق، وفيه غرابة. ورواه ابن جرير من طريقين، عن حُذَيفةَ بن أسِيد، موقوفًا، ورواه أيضًا عن حُذْيفَةَ بن اليمان مَرْفُوعًا، وفيه أنّ ذلك في زمان عيسى ابن مريم، وهو يطوف بالبَيْت، ولكن في إسناده نظر، فاللَّه أعلم (١).

وقال ابن ماجه: حدَّثنا أبو غَسّان محمَّد بن عمرو، حدّثنا أبو تُمَيْلَة، حدّثنا خالد بن عُبَيد، حدثنا عبد اللَّه بن بُرَيْدَةَ، عن أبيه قال: ذهب بي رسولُ اللَّه إلى موضع بالبادية قريبٍ من مكة، فإذا أرضٌ يابِسَةٌ حولَها رَمْلٌ، فقال رسول اللَّه : "تخرُج الدابة من هذا الموضع، فإذا فِتْرٌ في شِبْرٍ" قال ابن بُرَيْدَة: فحَجَجْتُ بعد ذلك بِسِنِينَ، فأرانا عصًا له، فإذا هو بعَصَاي هذا كذا وكذا، يعني أنه كلما له يتسع حتى يكون وقت خروجها، واللَّه أعلم (٢).

وقال عبد الرزاق: عن مَعْمَر، عن قَتَادة، أنّ ابن عباس قال: هي دابّةٌ ذاتُ زَغَبٍ، لها أرْبَعُ قَوائمَ، ثم تخرجُ من بعض أوْدِيَة تِهَامَة. ورواه سعيد بن منصور، عن عثمان بن مَطَر، عن قتادة، عن ابن عباس بنحوه، وقال ابنُ أبي حاتم: حدثني أبي، حدثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدثنا فُضَيْلُ بن


(١) رواه أبو داود الطيالسي رقم (١٠٦٩).
(٢) رواه ابن ماجه رقم (٤٠٦٧) وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>