للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَرْزُوق، عن عَطِية، قال: قال عبد اللَّه: تخرجُ الدابّة من صَدْعٍ من الصَّفَا، كجَرْي الفرس، ثلاثةَ أيام، لا يَخْرجُ ثُلُثُها.

وعن عبد اللَّه بن عمرَو أنّه قال: تخرجُ الدابّة من تحت صَخْرةٍ بِشِعب أجياد، فتستقبل المَشْرقَ، فتصرخُ صَرْخةً تُنْفِذه، ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل اليمن فتصرُخ صرخَةً تُنْفِذُه، ثم تروح من مكةَ فتُصْبحُ بعُسْفَانَ، قيل له: ثمّ ماذا؟ قال: ثم لا أعلم.

وعنه أنّه قال: تخرُج الدابّة ليلة جمع (١).

وعن وهب بن منبه أنه حكى عن عُزَيرٍ النبيِّ أنه قال: تخرج الدابة من تحت سَدُومَ، يعني مدينةَ قوم لوط.

فهذه أقوال متعارضة، فاللَّه أعلم.

وعن أبي الطفَيْلِ أنّه قال: تخرُج الدابّة من الصَّفَا، أو المَرْوَةِ. رواه البَيْهَقِيّ، ثم ساق من حديث يحيى بن مَعِين: حدَّثنا هِشَامُ بنُ يوسف، حدثنا رَبَاحُ بن عُبَيْد اللَّه بن عُمر، عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "بِئْس الشِّعْبُ شِعْبُ جِيَادٍ" مرّتين، أو ثلاثة، قالوا: ولم ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "تخرجُ منه الدابّة، فتصرخُ ثلاثَ صَرَخاتٍ، فَيسْمَعُها مَنْ بَيْنَ الخَافِقينِ". ثم روى من حديث فَرْقَدِ بن الحجَّاج: سمعتُ عُقْبَةَ بن أبي الحسناء، سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه : "تخرُج دابَّةُ الأرض من جِيَادٍ، فيَبْلُغُ صَدْرها الرُّكْنَ، ولمْ يخرُج ذَنَبُها بَعْدُ". قال: "وهي دَابَّةٌ ذات وبَرٍ وقَوائِمَ".

وقد روى الأمامُ أحمد، عن يزيد بن هارون، وبَهْزِ بن أَسَدٍ، وعَفّانَ بن مُسْلِم، عن حمّاد بن سَلَمةَ، عن عليّ بن زيد بن جُدْعانَ، عن أوْسِ بن خَالِدٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "تخرجُ دابَّة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتمُ سُلَيْمان، فَتخْطِمُ أنْفَ الكافِر بالخاتَم، وتجلو وجهَ المؤمن بالعصا، حتى إن أهل الخِوَان الواحد ليجتمعون، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر". ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شَيْبةَ، عن يونس بن محمد المُؤَدّب، عن حمّاد بن سَلَمةَ، به. ورواه أبو داود الطيالسِيُّ عن حمّاد بن سَلَمة، فذكره مِثْلَه، إلّا أنه قال: "فتَخْطِمُ أنْف الكافر بالعصا، وتجلو وجه المؤمن بالخَاتَم" وهذا أنسَبُ، واللَّه أعلم (٢).


(١) الجمع: عَلَمٌ للمزدلفة.
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٥) و (٤٩١) وابن ماجه (٤٠٦٦) وأبو داود الطيالسي في "مسنده" رقم (٢٥٦٤) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>