للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أول أشراط السَّاعَةِ؟ فقال: "نارٌ تَحْشُرُ النَّاس منَ الْمشرِق إلى المَغْرب. . . " الحديث بطوله، وهو في "الصحيح" (١).

وروى الإمامُ أحمد، عن حسن، وعفّان، عن حمّاد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه قال: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْم القِيَامةِ ثلاثة أصنافٍ، صِنْفٌ مُشَاةٌ، وصِنْفٌ رُكْبَانٌ، وصِنْفٌ على وُجُوهِهمْ" قالوا: يا رسول اللَّه، وَكَيْفَ يَمْشُون على وجُوهِهم؟ قال: "إنّ الذي أَمْشاهُمْ على أَرْجُلِهمْ قَادِرٌ على أَنْ يُمْشِيَهُمْ على وُجُوهِهِمْ، أَمَا إنَّهُمْ يَتَقُونَ بِوُجُوهِهم كُلَّ حَدَبٍ وشوكٍ".

وقد رواه أبو داود الطيالِسى في "مُسنده"، عن حماد بن سَلمةَ، بنحوٍ من هذا السياق (٢).

وقال الإمامُ أحمد: حدثنا عبد الرَّزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن قَتَادةَ، عن شَهْرِ بن حَوْشَب، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: سمعتُ رسولَ اللَّه يقول: "إنَّها ستَكُونُ هِجْرَةٌ بعد هجرة، ينْحَازُ النَّاس إلى مُهَاجَرِ إبراهيم، لَا يبْقَى في الأرض إلّا شِرَارُ أهْلِهَا، تَلفظُهُم أَرَضُوهُمْ، وتَقْذَرُهُم نَفْسُ الرحمن، تَحْشُرُهُم النَّارُ مَعَ القِردَةِ والخَنازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إذَا باتوا، وتَقيل معهم إذا قَالُوا، وتَأْكُلُ مَنْ تخلّف" ورواه الطبرانيّ من حديث المُهَلّب بن أبي صُفْرَةَ، عن عبد اللَّه بن عمرو، بنحوه (٣).

وقال الحافظ أبو بكر البيهقيّ في كتابه "البعث والنُّشور": أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عُبَيد اللَّه الحُرْفي بِبَغْدَادَ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القُرَشِيّ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني الوليد بن جُمَيع القرشي. ح وأخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبيّ، حدّثنا سعيد بن مسعود، حدّثنا يزيدُ بن هارون، أخبرنا الوليدُ بن عبد اللَّه بن جُمَيْع، عن أبي الطُّفَيْل، عامر بن واثِلَةَ، عن أبي سريحَةَ حُذَيْفَةَ بن أَسِيد الغفاريّ، سمعت أبا ذر الغفاري وتلا هذه الآية ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: ٩٧] فقال أبو ذرّ: حدّثني الصادق المصدوق : "إنّ النَّاسَ يُحْشَرُون يوم القيامة على ثلاثة أفْواجٍ، فوج طاعِمِين كاسِين راكبِين، وفوج يَمْشُونَ وَيسْعَوْن، وفوج تَسْحَبُهُم الملائكةُ على وُجوههم" قلنا: قد عرفنا هذين، فما بال الذين يمشون وَيسْعَوْن؟ قال: "يُلْقي اللَّهُ الآفَةَ على الظَّهْر (٤) حَتى لَا يبْقَى ذَاتُ ظَهْرٍ، حتّى إن الرَّجُلَ


(١) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢٧١) والبخاري (٣٣٢٩).
(٢) رواه أحمد في المسند (٢/ ٣٥٤) وأبو داود الطيالسي في "مسنده" (٢٥٦٦) وهو حديث حسن.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٩٨ - ١٩٩)، وهو في "جامع معمر" الملحق بمصنف عبد الرزاق (٢٠٧٩٠) وإسناده ضعيف، ولبعضه شواهد.
(٤) أي الإبل التي يحمل عليها وتركب.

<<  <  ج: ص:  >  >>