للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يا فُلانةُ، لكُلِّ امْرئٍ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شأْنٌ يُغنيه" (١).

وقال الحافظ أبو بكر البَيْهقِيّ: حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحَسن القاضي، وأبو سعيد محمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدُّوريّ، حدثنا مالك بنُ إسماعيل، حدّثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدَّالَانِيّ، عن المِنْهال بن عمرو، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أبي هريرة، قال: يُحْشَرُ الناسُ حُفَاةً عُراةً غُرلًا قيامًا أربعين سَنَة شَاخِصةً أبصارُهُمْ إلى السماء، قال: فيُلْجِمُهم العَرَقُ مِنْ شِدَّةِ الكَربِ، ثم يقال: اكسوا إبراهيمَ، فَيُكْسى قُبْطِيّتَيْنِ (٢) مِن قَباطِيِّ الجَنَّةِ، قال: ثم ينادى لمُحمّد فيفجرُ له الحوض، وهو ما بين أيلة إلى مكة. قال: فيشربُ وَيغتَسِلُ، وقد تقطّعت أعناقُ الخلائق يَوْمئذٍ من العَطَش، قال: ثم قال رسول اللَّه : "فأُكْسَى من حُلَلِ الجَنَّةِ فأَقُوم عن" -أو "على- يَمِين الكُرْسِيِّ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الخَلائِق يَقُومُ ذَلِك المَقَامَ يَوْمئذٍ غيري، فيُقال: سَلْ تُعْطَ، واشفع تشفع"، فقام رجل، فقال: أتَرْجُو لِوَالدَيْك شيئًا؟ فقال: "إني شافع لهما، أُعْطِيتُ أو مُنِعتُ، ولا أرجو لهما شيئًا". قال البَيْهقِيّ: قد يكون هذا قبل نزول النهي عن الاستغفار للمشركين، والصلاة على المنافقين (٣).

وقال القُرطبيّ: وروى ابن المبارك، عن سُفيان، عن عمرو بن قيس، عن المِنْهال بن عمرو، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن عليّ قال: أوَّلُ مَنْ يُكْسَى الخَليل قُبطيتين، ثم محمد حُلَّةَ حِبَرَةٍ، عن يمين العرش (٤).

وقال أبو عبد اللَّه القُرطبيّ في كتاب "التذكرة": وروى أبو نُعَيْم الحافظ، يعني الأصبهانيّ، من حديث الأسود، وعَلْقَمةَ، وأبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود، أنّ رسول اللَّه قال: "أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إبراهيم ، يقول اللَّه تعالى: اكسُوا خَلِيلِي، فُيؤتَى بِرَيْطَتَيْن (٥) بَيْضَاوَيْن، فَيلبَسُهمَا، ثم يَقْعُدُ مُسْتَقْبِلَ العَرْش، ثم أُوتَى بكُسْوَتِي، فألْبَسُها فأقومُ عن يمينه قيامًا لَا يقُومُه أحَدٌ غَيْرِي يَغْبِطُني فيه الأولون والآخِرون" (٦).


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ٢٥٣ و ٢٢٣) والبخاري رقم (٤٦٢٥) و (٦٥٢٤) ومسلم (٢٨٦٠).
(٢) قبطيتين: تثنية قبطية: بضم القاف، نسبة إلى قبط مصر على غير قياس وقد تكسر، وهي ثياب مصرية، كانت مشهورة بجودتها وحسنها عند العرب، والمراد يلبس على هيئة القبطيَّتين من ثياب الجنة، أو يلبس ثوبين جميلين من ثياب الجنة.
(٣) وفي إسناده ضعف.
(٤) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٣٦٤ - زوائد نعيم).
(٥) الريطة: الملاءة.
(٦) رواه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٣٨ - ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>