للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أحمد، والبيهقيّ، من حديث يَزيدَ بن هارون، عن الجُريري، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن النبيِّ ، قال: "تَجيئونَ يوم القيامة على أفواهكم الفِدَامُ (١) فأَوَّل ما يَتكلّم من ابن آدم فَخِذُه، وكفُّه" (٢).

وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثنا أحمد بن الوليد بن أبَان، حدَّثنا محمَّد بن الحسن المخزوميّ، حدَّثنا عبد اللَّه بن عبد العزيز اللّيْثيّ، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثيِّ، عن أبي أيّوب، : أن رسول اللَّه قال: "أَوَّل ما يَخْتِصمُ يوم القيامةِ الرجلُ وامرأته، واللَّهِ ما يَتَكلَّمُ لسانُها، ولكن يَدَاهَا، وَرِجْلاها، يَشْهَدانِ عليها بما كانت تُغيِّبُ لِزَوْجها، وتشهد يداه ورجلاه بما كان يُوليها، ثم يُدْعى بالرجل وخَدَمِهِ مثلَ ذلك، ثم يُدعى بأهل الأسواق، فما يُؤخذُ منهم دَوانيقُ، ولا قَراريطُ، ولكن حَسَناتُ هذا تُدْفع إلى هذا الذي ظُلِمَ، وتُدْفعُ سَيِّئاتُ هذا إلى الذي ظَلَمهُ، ثم يُؤْتى بالجبَّارين في مَقَامِعَ من حديد، فيقال: سوقوهم إلى النار، فواللَّه ما أدري أيدخلونها، أم كما قال اللَّه تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)[مريم] " (٣).

ثم قال البَيْهقيّ: حدَّثنا أبو عبد اللَّه الحافظ، حدَّثنا محمد بن صالح، والحسن بن يعقوب، حدَّثنا السَّريّ بنُ خُزَيمة، حدَّثنا عبد اللَّه بن يَزيد المُقْرئ، حدَّثنا سعيد بن أبي أيّوب، حدَّثنا يحيى بن أبي سُلَيْمان، عن سعيد المَقْبُريّ، عن أبي هريرة، قال: قرأ رسول اللَّه هذه الآية: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)[الزلزلة] قال: "أتدرون ما أخبارُها؟ " قالوا: اللَّهُ ورسولُه أعلم، قال: "فإنَّ أخبارَها أنْ تَشهَدَ على كُل عبد وأمة بكل ما عمل على ظهرها، أن تقول: عَمِل كذا وكذا، في يوم كَذا وكَذا، فذلك أخبارُها". وقد رواه الترمذي والنسائى، من حديث عبد اللَّه بن المُبارك، عن سعيد بن أبي أيّوب، به، وقال الترمذيّ: حسن غريب صحيح (٤).

وروى البَيْهقيُّ من حديث الحسن البصريّ، حدَّثنا صعصعة عمّ الفرزدق، أنّه قال: قدمتُ على رسول اللَّه فسمعتُه يقرأ هذه الآية: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)[الزلزلة] فقال: واللَّه لا أبالي ألّا أسمع غيرَها، حَسْبي حَسْبي (٥).


(١) الفدام: ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه، أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم، شبه ذلك بالفدام "النهاية" (٣/ ٤٢١).
(٢) رواه أحمد في المسند (٥/ ٣) وإسناده حسن.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٢٣٩) وفي إسناده عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي وهو ضعيف.
(٤) أخرجه الحاكم (٢/ ٥٣٢) والترمذي رقم (٢٤٢٩) و (٣٣٥٣) والنسائي في "الكبرى" (١١٦٩٣) وفي إسناده ضعف.
(٥) وأخرجه أحمد في المسند (٥/ ٥٩) والنسائي في "الكبرى" (١١٦٩٤) من طريق الحسن، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>