للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُعْطيكَ الدُّنْيا ومِثْلَها مَعَها؟ فيقول: أتهزأ بي وأنْتَ رَبُّ العالمين [قال ابن مسعود: فيقول الله سبحانه: لا، ولكني على ذلك قادر] (١).

وقد أورده البَيْهقيُّ بعد هذا من حديث حمّاد بن سَلَمةَ، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود … فذكره موقوفاً.

وقال البيهقيّ: حدّثنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العباس، محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد ابن إسحاق، حدّثنا منصور بن أبي مُزاحم، حدّثنا أبو سعيد المُؤَدِّب، عن زياد النُّمَيريّ، عن أنس بن مالك: سمعتُ النبي يقول: " الصِّراطُ كحَدّ الشَّعْرَةِ، أو كَحدِّ السَّيْف، وإنَّ الملائكةَ يُنَجُّونَ المُؤْمنينَ والمُؤْمنات، وإنّ جِبْريلَ لآخذٌ بحُجْزَتي، وإئنِّي لأقول: يا رَبِّ سلَّم، سَلِّم، فالزالُّونَ، والزالَّاتُ يَوْمئذٍ كَثيرٌ"، ثمّ روى البيهقيّ من حديث سعيد بن زَرْبيّ، عن يزيد الرَّقاشىّ، عن أنس، مرفوعاً، نحو ما تقدّم بأبْسط منه، وإسناده ضعيف، ولكن يَتَقَوَّى بما قبله، والله أعلم.

وقال الثوري: عن حُصين، عن مجاهد، عن جُنادَةَ بن أبي أُميَّة، قال: إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم، وسِيماكُمْ، وحُلاكُمْ، ونَجْواكُمْ، ومَجالِسكُمْ، فإذا كان يومُ القيامة قيل: يا فلان، هذا نُورُك، يا فلان، لا نورَ لك، وقرأ: ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ [الحديد: ١٢] وقال الضحّاك: ليس أحدٌ إلّا يُعْطَى يومَ القِيَامةِ نُوراً، فإذَا انْتَهَوْا إلى الصِّراطِ طَفئ نُورُ المُنافقين، فلمّا رأى ذلك المؤمنون أشْفَقُوا أنْ يَطْفَأ نُورُهم، كما طَفِئ نورُ المُنافقين فقالوا: ﴿رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التحريم: ٨].

وقال إسحاق بن بِشْر أبو حُذَيْفةَ: حدّثنا ابنُ جُرَيْجٍ، عن ابن أبي مُليْكةَ، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : "إنَّ الله يَدْعو الناسَ يوم القيامة بأسمائهم سَتْراً منه على عِباده، فأمَّا عند الصراط فإنَّ اللهَ يُعْطي كُلَّ مؤمنٍ نُوراً، وكُلَّ مُنافقٍ نُوراً، فإذا اسْتَوَوْا على الصراط سَلَب اللهُ نورَ المُنافقين، والمنافقات، فقال المنافقون والمنافقات للمؤمنين: ﴿انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ﴾ [الحديد:١٣] وقال المؤمنون: ﴿رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا﴾ [التحريم: ٨] ولا يذكر عند ذلك أحدٌ أحداً" (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبو عُبَيْد الله ابن أخي ابن وهب، أخبرنا عمِّي، أنبأنا يزيد بن أبي حَبيب (٣)، عن سعد بن مسعود: أنه سمع عبد الرحمن بن جُبَيْر، يُحدّث أنّه سمع أبا الدّرْداء، وأبا ذَرّ يُخْبران، عن النبيّ قال: " أنا أوّلُ منْ يُؤذَنُ لهُ يوم القيامة في السجود، وأوَّلُ منْ يُؤَذنُ له في


(١) رواه مسلم رقم (١٨٧).
(٢) رواه الطبراني في الكبير (١١٢٤٢)، وإسحاق بن بشر أبو حذيفة، متروك.
(٣) في هذا الإسناد تخليط، فإن الحافظ عبد الله بن وهب لم يدرك يزيد بن أبي حبيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>