للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله يعودُ رَجُلاً من أصْحابِه وَعِكاً، وأنا معه، ثم قال: " إنَّ الله تعالى يقول: هي ناري أُسَلِّطُها على عبدي المُؤمن لتكون حَظَّهُ من النَّارِ في الآخرة ". وهذا إسناد حسن (١).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن السُّدِّيّ، عن مُرة، عن عبد الله بن مسعود ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١] قال رسول الله : "يَرِدُ الناسُ [النارَ]، كلُّهم، ثُمَّ يَصْدُرونَ عنها بأعمالهم ". وهكذا رواه الترمذي من حديث إسرائيل، عن السُّدّيّ، به، مرفوعاً، ثم رواه من حديث شُعْبَة، عن السُّديّ، به، فوقَفهُ (٢).

وهكذا رواه أسْباطٌ عن السُّدِّيّ، عن مُرَّةَ، عن ابن مسعود، قال: يرد الناس جميعاً الصراط، وورُودهم قيامُهم حَوْلَ النار، ثم يَصْدُرون عن الصِّراطِ بأعْمالِهمْ، فمنهم منْ يَمُرّ كمَرّ البرْقِ، ومنْهُمْ منْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيح، ومنهم من يَمُرُّ مثل الطير، ومنهم من يمُرُّ كأجْوَدِ الخَيْل، ومنهم من يَمُر كأجْودِ الإبل، ومنهم من يمُرّ كعَدْوِ الرَّجُل، حتَّى إنَّ آخِرَهُم مَرّاً رَجُلٌ نورُه على موضع إبهامَيْ قَدَميه، يَمُرّ يَتَكفّأُ به الصِّراطُ، والصراط دَحْضٌ مَزِلَّةٌ عليه حَسَكٌ كحَسَكِ القَتاد، حافتاه ملائكةٌ معهم كلاليبُ من نارٍ يَخْتطفُون بها الناس … " وذكر تمام الحديث. وله شواهد مما مضى، ومما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وقال سفيان الثوريّ، عن سلمةَ بن كُهَيْل، عن أبي الزّعْراء، عن ابن مسعود، قال: يأمُرُ اللهُ بالصِّراط فَيُضْرَبُ على جهنّم، فيَمُرّ الناس عليه على قَدْرِ أعمالهم، أوَّلُهمْ كلْمحِ البَرْقِ، ثم كمَرّ الرّيح، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك، حتى يَمُرّ الرَّجُلُ سَعْياً، حتى يمُرّ الرَّجل ماشياً، ثم يكون آخرُهُمْ يَتَلبَّطُ على بَطنه، ثم يقول: يا رَبّ، لِمَ أبْطأتَ بي؟ فيقول: لم أُبْطئ بك، إنما أبْطأ بكَ عملُك.

ورُوي نحوهُ من وجهٍ آخرَ عن ابن مسعود مرفوعاً (٣) والموقوف أصحّ، والله أعلم.

وقال الحافظ أبو نَصْر الوائليُّ في كتاب " الإبانة ": أخبرنا محمد بن محمد بن الْحَجَّاج، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الرَّبَعيّ، حدّثنا عليّ بنُ الحُسَيْن، أبو عُبَيْد (٤)، حدثنا زكريّا بنُ يحيى أبو السُّكَين، حدّثنا عبدُ الله بنُ صالح، حدّثنا أبو هَمَّامٍ القُرَشيّ، عن سُليمان بن المُغيرة، عن


(١) أقول: في سنده عد الرحمن بن يزيد بن تميم، ضعيف كلما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب".
(٢) رواه أحمد في المسند (١/ ٤٣٥) والترمذي (٣١٥٩) و (٣١٦٠) وهو حديث حسن.
(٣) رواه الطبراني في الكبير (٩٧٦٣) مرفوعاً.
(٤) في (آ): أبو عبيد الله، والتصحيح من كتب الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>