للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحُبليّ، قال: إن العبد أوَّلَ ما يَدْخُل الْجنّةَ يتلَقَّاهُ سبعون ألف خادم، كأنهم اللؤلؤ.

قال ابن المبارك: وحدّثنا يحيى بن أيُّوب، حدّثني عُبَيد الله بن زَحْر، عن محمد بن أيُّوب (١)، عن أبي عبد الرحمن المعافري، قال: إنه ليُصَفُّ للرَّجُل من أهْلِ الْجنّةِ سِمَاطَانِ، لا يُرَى طَرفَاهُما منْ غِلمانِه، حتّى إذا مَرَّ مَشَوْا وَراءه.

ورَوى أبو نُعَيْم، عن سَلمة، عن الضحَّاك بن مُزَاحم، قال: إذا دخلَ الْمُؤْمنُ الْجنَّةَ دخل أمامَه مَلَك فيأْخُذُ به في سِككها، فيقول له: انظر ما ترى؟ قال: أرى أكثرَ قُصورٍ رأيْتُها من ذهب، وفِضةٍ، وأكثرَ أَنيس، فيقول الملَك: إنّ هذا أجْمعَ لك، فإذا رُفع لهم استقبلوه: نحنُ لك، نحنُ لَك.

وقال أحمد بن أبي الْحَواريّ، عن أبي سُليمانَ الدّارانيّ: أنّه قال في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ [الإنسان: ٢٠] قال: المُلْك الكبير، أنّ المَلَك يأتي بالتُّحْفَةِ إلى وَليّ الله ﷿، فما يَصلُ إليه إلّا بإذْنٍ بعد إذن، يقول الملَك لحاجبه: استأذِنْ لي على وَليّ الله، فيُعْلِمُ ذلك الحاجبُ حَاجباً آخَرَ، وحَاجِباً بَعْد حاجِبٍ، ومنْ دَارٍ إلى دار حتى ينتهيَ إلى ولي الله ﷿ بما أُمر به، ومن داره إلى دار السَّلامِ، باب يَدْخُلُ منه الوليُّ على رَبِّه، متى شاء بلا إذْنٍ، ورسولُ ربِّ العِزّةِ لا يَدْخُلُ عليه إلا بإذْنٍ.

وقال ابن أبي الدُّنيا: حدّثنا خالدُ بن خِدَاشٍ، حدّثنا مَهْديُّ بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بِشْر بن شَغَاف: قال: كُنَّا جُلُوساً إلى عبد الله بن سَلامٍ، فقال: إنَّ أكرم خَليقَةٍ على الله أبو القاسم ، وإنّ الْجَنَّةَ في السماء، وإنّ النّار في الأرض، فإذا كان يومُ القيامة بَعَثَ اللهُ الْخَليقَةَ أُمَّة أمَّةً ونَبيّاً نَبيّاً، ثم يُوضعُ جِسْرٌ على جَهنّم، ثم يُنادي مُنادٍ: أيْنَ أحْمدُ وأُمَّتهُ؟ فيقوم، وتَتْبَعُهُ أمّته، بَرُّها وفَاجِرُها، فيأخذون على الْجِسْر، ويَطْمِسُ اللهُ أبْصارَ أعدائه، فيتَهَافَتُونَ فيها من شِمَالٍ ويَمين، ويَنْجُو النبيُّ ، والصالحون معه، وتَتَلقاهم الملائكةُ، ويُبوِّئُونهم منازِلهُمْ من الْجَنّة على يَمينك، على يَسارِك، حتى يَنْتهي إلى رَبّه، فيُلْقَى له كرسيّ على يَمينِ الله، ثم يُنادي منادٍ: أين عيسى وأمَّتُه، فذكر نحو ما تقدّم إلى أن قال: فيُلقى له كرسي من الجانب الآخر، ثم يَتْبَعُهم الأنْبياءُ والأمم، حتى يكون آخِرَهم نوحٌ . وهذا موقوف على ابن سَلام، . وتقدم في حديث سلمان الفارسي، الذي رواه ابن أبي الدُّنيا، عن أبي نَصْر التَّمَّار، حدّثنا حَمّادُ بنُ سَلمَةَ، عن ثابت البُنَانيّ، عن أبي عثمان النَّهْديّ، عن سَلْمانَ الفَارسيّ، قال: يُوضعُ الصِّراطُ يوم القيامة، وله حَدٌّ كَحدّ المُوسى، فتقول الملائكة: رَبّنا، منْ يطيق أن يجوز على هذا؟ فيقول الله ﷿: من شِئْتُ منْ خَلْقي، فيقولون: رَبّنا ما عبدناك حَقَّ عِبَادِتِك.


(١) في الأصول: محمد بن أبي أيوب، والتصحيح من كتب الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>