للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وَرَد ما قالَهُ حُمَيْدُ بنُ هلالٍ في حديث مرفوعٍ، وفيه زيادة على ما قالَ.

فقال الطَّبرانّي: حدّثنا الحسين (١) بن إسْحاقَ، حدّثنا سهل (٢) بن عُثْمانَ، حدّثنا المُسَيَّبُ بن شَريكٍ، عن بِشْرِ بن نُمَيْرٍ، عن القاسم، عن أبي أُمامَةَ، قال: سُئلَ رسولُ الله : أيَتَزَاوَرُ أهْلُ الْجنَّةِ؟ قال: "يَزُورُ الأعْلَى الأسْفَلَ، ولا يَزُورُ الأسْفلُ الأعْلى، إلّا الّذين يَتَحابُّونَ في اللهِ تعالى، فإنهم يأتُونَ منْها حَيْثُ شَاؤوا، على النُّوقِ، مُحتَقبين (٣) الْحَشَايا" (٤).

وقال ابنُ أبي الدُّنيا: حدّثنا حَمْزةُ بنُ العَبَّاسِ، حدّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمانَ، حدّثنا عبدُ اللهِ بن المُبارك، حدّثنا إسْماعيلُ بنُ عَيَّاشٍ، حدّثني ثَعْلبةُ بن مسلم، عن أيُّوبَ بنِ بشيرٍ (٥) العِجْليِّ، عن شُفَيِّ بن مانعٍ: أنَّ رسولَ الله قال: "إنَّ منْ نعيم أهْلِ الجَنَّةِ أنَّهُمْ يَتزاورُونَ على الْمَطَايَا وَالنُّجُبِ، وأنَّهُمْ يُؤْتَون في الْجَنَّةِ بِخَيْلٍ مُسْرَجةٍ مُلْجَمَةٍ، لا تَرُوثُ، ولا تَبُولُ، فيَرْكَبُونها حتَّى يَنْتَهوا حيثُ شاء اللهُ ﷿، فَتأتيَهمْ مِثْلَ السَّحابةِ، فيها ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، فيقولُون: أمْطِري عليْنا، فما يزالُ المَطرُ عليْهمْ حتَّى يَنْتَهيَ ذلك فوق أمَانِيهمْ، ثمَّ يَبْعثُ اللهُ ريحًا غَيْرَ مُؤذيةٍ، فتنسف كُثبانًا منْ مِسْكٍ عنْ أيْمانِهِمْ وعنْ شَمائِلهمْ، فيَأخُذُ ذلك المِسْكُ في نَوَاصي خُيُولهمْ، وفي معارِفها، وفي رُؤُوسِهمْ، وثيابهم، ولكلِّ رَجُل منْهُمْ جُمَّةٌ على ما اشتَهَتْ نَفْسُهُ، فَيَتَعلَّقُ ذلك المِسْكُ في تِلْكَ الجِمَامِ، وفي الخَيْلِ، وفيما سِوَى ذلك منَ الثِّيَابِ، ثمَّ يَنْقَلبُونَ حتَّى يَنْتَهوا إلى ما شاء الله ﷿، فإذَا المَرْأةُ تُنَادي بَعْضَ أولئكَ: يا عبد اللهِ، أمَا لكَ فينا حَاجةٌ؟ فيقولُ: ما أنْتِ؟ ومنْ أنْتِ؟ فتقول: أنا زَوْجَتُكَ وحِبُّكَ، فيقُولُ: ما كنْتُ عَلِمْتُ بمكانِكِ، فتقولُ: أما تَعْلمُ أن الله تعالى قال: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧] فيقُولُ: بلى وَرَبِّي، فلَعلّهُ يشتغل عنْها بعد ذلك الوقتِ أرْبعينَ خَريفًا لا يَلْتَفتُ، ولا يَعُودُ، ما يَشْغَلُه عنْها إلّا ما هو فيهِ منَ النَّعيمِ، وَالكرَامَة". وهذا حديثٌ مُرسل غريب جدًّا، والله أعلم (٦).

وقال ابن المُباركِ: حدّثنا رِشْدينُ بنُ سَعْدٍ، حدّثني ابنُ أنْعُم (٧)، عن أبي هُريرةَ، قال: إنّ أهْلَ


(١) في الأصول: الحسن، وهو خطأ.
(٢) في الأصول: شريك، وهو خطأ.
(٣) أي يجعلون الفرش وراءهم حقيبة.
(٤) رواه الطبراني في الكبير (٧٩٣٦) وإسناده ضعيف.
(٥) في الأصول: بشر، وهو خطأ.
(٦) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٢٤٦).
(٧) في الأصول: أبو نعيم، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>