للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده. وقال عبد المطلب - وهو آخذ بحلقة باب (١) الكعبة -:

لا هُمَّ إنّ العبدَ يمـ … ــنع رَحْلَه فامنَعْ حِلالك (٢)

لا يَغلِبَنَّ صَليبُهم … وَمِحَالُهم غَدْوًا مِحالَك (٣)

قال ابن هشام: هذا ما صح عندي (٤) له منها.

وقال ابن إسحاق (٥): ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شَعَف الجبال يتحرَّزون (٦) فيها ينتظرون ما أبرهةُ فاعلٌ. فلما (٧) أصبح أبرهة تهيّأ لدخول مكة، وهيأ فِيلَه، وعبَّى جيشه، وكان اسم الفيل محمودًا، فلما (٨) وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نُفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال: ابرُك محمود وارجع راشدًا من حيث جئت (٩)، فإنك في بلد الله الحرام، وأرسل (١٠) أذنه. فبرك الفيل.

قال السهيلي (١١): أي سقط إلى الأرض، وليس من شأن الفيلة أن تبرك. وقد قيل إن منها ما يبرك كالبعير، فالله أعلم.

وخرج نُفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد الجبل. وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا رأسه


(١) كذا في ب، وط، وهو موافق لنص السيرة. وفي أ: بباب.
(٢) في ط: رحالك. والحِلال: جماعة البيوت، ومتاع البيت.
(٣) غدوًا: أي غدًا.
وزاد في ط بيتًا آخر:
إن كنت تاركهم وقبـ … ـــلتنا فأمر ما بدا لكْ
وهو في السيرة زيادة عن الواقدي.
(٤) ليست في ط. ولا في نص السيرة.
(٥) زاد في ب: قال ابن إسحاق: وقال عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي:
لاهم أَخز الأسود بن مقصودْ … الآخذَ الهجمة فيها التقليدْ
بين حراء وثبير فالبيدْ … يحبسها وهي أولات التقليدْ
فضمها إلى طماطم سود … أخفره يارب وأنت محمود
قال ابن هشام: هذا ما صح له منها .. وهذا من تمام نص السيرة.
(٦) في ب: فتحرزوا.
(٧) زاد في ب: فاعل بمكة إذا دخلها، فلما … وكذلك في السيرة.
(٨) في ب: وأبرهة مجمع لهدم البيت ثم الانصراف إلى اليمن. فلما .. وكذلك في السيرة.
(٩) في ط: أتيت.
(١٠) في ب: ثم أرسل. وكذلك في السيرة.
(١١) قول السهيلي سقط من ب. وهو في الروض (١/ ٧١).