للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا المعنى الحديث الذي قال الإمام أحمد (١): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن سعيد بن سُويد الكلبي، عن عبد الله بن هلال السلمي (٢)، عن العِرْباض بن سارية. قال: قال رسول الله : "إني عندَ الله لَخَاتمُ النبيِّين، وإنَّ آدم لمُنْجَدِلٌ في طينته، وسأنبِّئُكم بأوَّل ذلك: دَعْوَةُ أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورُؤْيا أُمي التي رأتْ، وكذلك أمهات النَّبيِّين (٣) يرين".

ورواه اللَّيث (٣)، وابن وهب، عن عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، وزاد:" إنَّ أُمَّهُ رأتْ حين وضعَتْه نورًا أضاءَتْ منه قصورُ الشام".

وقال الإمام أحمد (٤): حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا منصور بن سعد (٥)، عن بُدَيل، عن عبد الله بن شَقيق، عن مَيْسَرة الفَجْر قال: قلت: يا رسولَ الله، متى كنتَ (٦) نبيًّا؟ قال: "وآدمُ بينَ الرُّوح والجَسد".

[إسناده جيد أيضًا (٧). وهكذا رواه إبراهيم بن طَهْمان (٨)، وحمَّاد بن زيد وخالد الحذَّاء عن بُدَيل بن مَيْسَرة به.

ورواهُ أبو نعيم (٩) عن محمد بن عمر بن سالم (١٠)، عن محمد بن بكر بن عمرو الباهلي، عن شيبان، عن الحسن بن دينار (١١)، عن عبد الله بن شقيق (١٢)، عن ميسرة الفَجْر قال: قلت: يا رسول الله


(١) مسند الإمام أحمد (٤/ ١٢٧) وقد سبق للمؤلف أن ساقه ص (١٠٨) من هذا الجزء، وهو حديث حسن، دون قوله: (وكذلك أمهات النبيين يرين) وكانت أمهات المؤمنين والتصحيح من المسند.
(٢) في ط: "عبد الأعلى بن هلال السلمي" محرف، فهو وإن كان صحيحًا لكنه خطأ لأن الذي في المسند من رواية عبد الرحمن بن مهدي "عبد الله" وهو مما أخطأ فيه عبد الرحمن بن مهدي، فكتابته على الوجه الصحيح تفسد النص وتخالف الأصل، وقد علقنا عليه قبل قليل (بشار).
(٣) انظر ص (١٠٨) من هذا الجزء موضع الحاشية (٦).
(٤) مسند الإمام أحمد (٥/ ٥٩) رقم الحديث (٢٠٤٧٤).
(٥) في ح، ط: منصور بن سعيد. والمثبت من المسند والجرح والتعديل (٨/ ١٧٢) وتهذيب المزي (٢٨/ ٥٢٧) وتهذيب التهذيب (١٠/ ٣٠٧).
(٦) في المسند: كُتِبْتَ.
(٧) هكذا قال، ولا أدري لم قال ذلك، فإسناد الحديث صحيح ورجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابية ميسرة الفجر، وقد ذكره في الصحابة: البخاري، والبغوي وابن السكن وابن قانع وغيرهم.
(٨) أخرجه ابن سعد (٧/ ٦٠)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٩٧٧)، وابن قانع (٣/ ١٢٩)، والحاكم (٢/ ٦٠٨)، والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ١٢٩) وغيرهم.
(٩) ليس في الدلائل وقد ساقه المحقق في مقدمته (ص ٢٤، ٢٥).
(١٠) في ط: "أسلم" محرف، وهو محمد بن عمر بن محمد بن سالم المعروف بابن الجعابي المتوفى سنة ٣٥٥، وترجمته في تاريخ الخطيب (٤/ ٤٢ ط. الدكتور بشار).
(١١) في مقدمة الدلائل: الحسن بن زياد. وهو خطأ، وهو الحسن بن دينار بن واصل، ورواية شيبان بن فروخ عنه في تهذيب الكمال (١٢/ ٥٩٩)، وهو كذاب معروف مترجم في الجرح والتعديل (٣/ الترجمة ٣٧)، والكامل لابن عدي (٢/ ٧١٠)، وضعفاء العقيلي (١/ ٢٢)، والميزان للذهبي (١/ ٤٨٧) وغيرها (بشار).
(١٢) في ط: عبد الله بن سفيان. والمثبت من مقدمة الدلائل ومصادر تخريج الحديث المروية من طريق عبد الله بن شقيق =