للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متى كنت (١) نبيًا؟ قال: "وآدمُ بين الرُّوح والجسد"] (٢).

وقال الحافظ أبو نعيم في كتابه "دلائل النبوة" (٣): حدّثنا أبو عمرو بن حمدان، حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا هشام بن عمار، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن خُليد بن دَعْلج، وسعيد عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة عن النبيِّ في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ﴾ [الأحزاب: ٧] قال: "كنتُ أوَّلَ النبيِّين في الخَلْق وآخرَهُمْ في البَعْث" (٤).

ثم رواه من طريق هشام بن عمَّار، عن بقيَّة، عن سعيد بن بَشيرْ (٥)، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. [وقد رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة وشيبان عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله قال مثله] (٦). وهذا أثبت وأصحّ، والله أعلم.

وهذا إخبارٌ عن التنويه بذكرهِ في الملأ الأعلى، وأنَّه معروفٌ بذلك بينهم بأنه خاتمُ النبيِّين، وآدم لم يُنفخ فيه الرُّوح، لأنَّ عِلْمَ اللهِ تعالى بذلك سابقٌ قبل خلقِ السمواتِ والأرض لا محالة، فلم يبق إلا هذا الذي ذكرناه من الإعلام به في الملأ الأعلى. والله أعلم.

وقد أورد أبو نُعيم (٧) من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة الحديث المتفق عليه. "نحنُ الآخِرُون السابقونَ يومَ القيامة (٨)، المقضي لهم قبل الخلائق، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتابَ من قَبْلنا، وأوتيناه من بعدهم.

وزاد أبو نعيم في آخره: فكان آخرَهُمْ في البعث، وبه خُتمت النبوَّة. وهو السابق يوم القيامة. لأنه أولُ مكتوبٍ في النبوَّة والعَهْد.

ثم قال: ففي هذا الحديث الفضيلةُ لرسولِ الله : لما أوجب الله له النبوة قبل تمام خلق آدم. ويحتملُ أن يكون هذا الإيجاب هو ما أعلم اللهُ ملائكتَهُ ما سبق في علمه وقضائه من بعثتهِ له في آخر الزمان.


= عن ميسرة.
(١) في مقدمة دلائل أبي نعيم: كتبت.
(٢) ليس ما بين المعقوفين في ح.
(٣) ليس في دلائل النبوة لأبي نعيم المطبوع.
(٤) مضى في ص (١٠٩) من هذا الجزء حيث روي الحديث عن البغوي.
(٥) في ح: يسير، وفي ط: نسير، والمثبت من (ص ١٠٩) من هذا الجزء في سياق الحديث عن البغوي وترجمة سعيد بن بشير في تهذيب التهذيب (٤/ ٨، ٩).
(٦) ليس ما بين المعقوفين في ح.
(٧) في دلائل النبوة (١/ ٤٩).
(٨) إلى هنا في المطبوع من الدلائل، وهذا يعزز ما ذهب إليه محقق الدلائل وسيرة ابن كثير من قبل من أن المطبوع من الدلائل هو المختصر.