للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أبيه، عن كعب بن مالك، في حديثه حين تخلَّف عن غزوة تبوك. قال: ولقد شهدتُ مع رسولِ اللَّه ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أُحبُّ أنَّ لي بها مَشْهَدَ بدْر، وإنْ كانتْ بَدْرٌ أذْكَرَ في الناسِ منها (١).

وقال البيهقي (٢): أخبرنا أبو الحسين بن بُشران، أخبرنا أبو عمرو بن السمَّاك، حدَّثنا حنبل بن إسحاق، حدَّثنا أبو نُعيم (٣)، حدَّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي قال: انطلق رسولُ اللَّه معه العباس عمُّه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة، فقال: "ليتكلَّمْ متكلِّمُكم ولا يطل (٤) الخُطْبَة، فإنَّ عليكم من المشركين عينًا، وإنْ يعلموا بكم يفضحوكم" فقال قائلهم -وهو أبو أمامة-: سلْ يا محمد لربِّكَ ما شئت، ثم سلْ لنفسك بعد ذلك ما شئت. ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على اللَّه وعليكم إذا فعلنا ذلك؟ قال: "أسألكم لربِّي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسَكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "لكم الجنة". قالوا: فلك ذلك.

ثم رواه حنبل عن الإمام أحمد (٥)، عن يحيى بن زكريا، عن مجالد، عن الشعبي، عن أبي مسعود الأنصاري فذكره، قال: وكان أبو مسعود أصغرَهم.

وقال أحمد (٦): عن يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: فما سمع الشِّيبُ والشُّبَّانُ خطبةً مثلها.

وقال البيهقي (٧): أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن محمش، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام، أخبرنا محمد بن يحيى الذُّهْلي، أخبرنا عمرو بن عثمان الرَّقِّي، حدّثنا زهير، حدثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيم، عن إسماعيل بن عُبيد (٨) بن رفاعة عن أبيه قال: قدمتْ روايا خَمْر، فأتاها عبادةُ بن الصامت فخرقها وقال: إنَّا بايعنا رسولَ اللَّه على السمع والطاعة في النشاط


= باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.
(١) في ط: وإن كانت بدرًا كثير في الناس منها. تصحيف وتحريف، والمثبت من ح وصحيحي البخاري ومسلم.
(٢) في الدلائل (٢/ ٤٥٠).
(٣) زاد البيهقي: الفضل بن دُكين.
(٤) كذا في ح، ط وفي الدلائل ومسند أحمد: ولا يطيل: وله وجه.
(٥) يعني عند البيهقي، وهي من رواية عبد اللَّه عن أبيه في المسند (٤/ ١٢٠)، وهي رواية ضعيفة لضعف مجالد، والأصح أنها مرسلة عن الشعبي، كما تقدم، وكما في المسند أيضًا (٤/ ١٢٠). (بشار).
(٦) المسند (٤/ ١٢٠) وهو مرسل صحيح.
(٧) في الدلائل (٢/ ٤٥١).
(٨) في ط: إسماعيل بن عبيد اللَّه. وكلاهما صحيح إذ يقال له عُبيد وعبيد اللَّه، والمثبت من ح والدلائل وترجمته في تهذيب الكمال للمزي (٣/ ١٥١).