للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلئن أقحم اللواءَ ونَادَى … يا حُمَاةَ اللّوَاءِ أَهْلَ اللّواءِ

لَتَكُونَنَّ بالبطَاحِ قريشٌ … بقعة القاع في أكفِّ الإماءِ

إنّه مُصْلَتٌ يُريد لها الرأ … يَ صَمُوتٌ كالحيَّةِ الصَّمَّاءِ

قال: فلما سمع رسول الله هذا الشعر دخله رحمة لهم ورَأفةٌ بهم، وأمر بالراية فأخذت من سعد بن عبادة، ودفعت إلى ابنه قيس بن سعد. قال: فيروى أنه، ، أحبَّ أن لا يخيِّبها إذ رغبت إليه واستغاثت به، وأحبَّ أن لا يغضب سعد، فأخذ الراية منه فدفعها إلى ابنه.

قال ابن إسحاق (١): وذكر ابن أبي نَجيح في حديثه أن رسول الله أمر خالد بن الوليد، فدخل من اللِّيط أسفل مكَّة في بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها: أسلم، وسليم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وقبائل من قبائل العرب، وأقبل أبو عبيدة بن الجرَّاح بالصَّفِّ من المسلمين، ينصبُّ لمكة بين يدي رسول الله ، ودخل رسول الله من أذاخر، حتى نزل بأعلى مكة، فضربت له هنالك قُبَّتُهُ.

وروى البخاريُّ (٢)، من حديث الزُّهريِّ، عن عليِّ بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أُسامة بن زيد، أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله، أين تنزل غدًا؟ فقال: "وهل ترك لنا عقيل من رِباع؟ ". ثم قال: "لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر المؤمن".

ثم قال البخاريُّ (٣): ثنا أبو اليَمَان، ثنا شعيب، ثنا أبو الزِّناد، عن عبد الرحمن، عن أبي سلمى عن أبي هُريرة، عن النبيِّ قال: "منزلنا - إن شاء الله، إذا فتح الله - الخَيْفُ، حيث تَقَاسَمُوا عَلَى الكُفْرِ".

وقال الإمام أحمد (٤): ثنا يونس، ثنا إبراهيم، يعني ابن سعد، عن الزُّهريّ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "منزلنا غدًا، إن شاء الله، بخَيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر". ورواه البخاريُّ (٥) من حديث إبراهيم بن سعد، به نحوه.

وقال ابن إسحاق (٦): وحدَّثني عبد الله بن أبي نَجيح وعبد الله بن أبي بكر، أن صَفْوَان بن أُمية، وعِكْرِمَة بن أبي جهل، وسُهَيل بن عمرو، كانوا قد جمعوا ناسًا بالخَنْدَمَةِ ليقاتلوا، وكان حِمَاسُ بن قيس بن خالد، أخو بني بكر يُعِدُّ سلاحًا قبل قدوم رسول الله ويصلح منه، فقالت له امرأته: لماذا


(١) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٠٧).
(٢) في "صحيحه" رقم (١٥٨٨) و (٤٢٨٢).
(٣) في "صحيحه" رقم (٤٢٨٤).
(٤) في "المسند" (٢/ ٣٥٣).
(٥) في "صحيحه" رقم (٤٢٨٥).
(٦) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٠٧).