للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه الحاكم في "مستدركه" (١): من حديث أبي نُعيم الفَضْل بن دُكَيْن، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرِّجاه.

وروى ابن أبي حاتم: من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يَسار، عن أبي هريرة مرفوعًا. . . فذكرَه، وفيه: "ثم عرضهم على آدمَ، فقال: يا آدم هؤلاء ذريَّتُك، وإذا فيهم الأجْذم والأبْرص والأعمى، وأنواع الأسقام. فقال آدم: يا ربِّ! لمَ فعلتَ هذا بذريَّتي؟ قالَ: كيْ تشكرَ نعمتي" (٢).

ثم ذكرَ قصة داود، وستأتي من رواية ابن عباس أيضًا.

وقال الإمام أحمد في "مسنده" (٣): حدَّثنا الهيثمُ بن خارجة، حدَّثنا أبو الربيع، عن يونسَ بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبيِّ ، قال: "خلقَ اللَّه آدمَ حين خلقَه، فضربَ كتفَه اليُمْنى، فأخرجَ ذريَّةً بيضاءَ كأنَّهم الذرُّ، وضربَ كتفَه اليُسْرى فأخرجَ ذريَّةً سوداءً كأنَّهم الحُمَم (٤). فقالَ للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أُبالي، وقال للذي في كَفِّه اليُسْرى: إلى النَّار ولا أُبالي".

وقال ابن أبي الدنيا (٥): حدَّثنا خَلفُ بن هشام، حدَّثنا الحَكم بن سِنَان، عن حَوْشب، عن الحسن، قال: خلقَ اللَّه آدمَ حين خلقَه، فأخرجَ أهلَ الجنَّة من صَفْحته اليُمنى، وأخرجَ أهلَ النَّار من صَفْحَته اليُسْرى، فأُلقُوا على وجه الأرض، منهم الأعمى والأصمُّ والمبتلى. فقال آدم: يا ربِّ! ألا سوَّيتَ بينَ ولدي؟! قال: يا آدم إني أردتُ أنْ أُشكَر.

وهكذا روى عبدُ الرَّزاق: عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، بنحوه.

وقد قال البخاري (٦): حدَّثنا عبدُ اللَّه بن محمد، حدَّثنا عبدُ الرزاق، أخبرنا مَعْمر، عن هَمَّام بن مُنبِّه، عن أبي هُريرة، عن النبيِّ ، قال: "خلقَ اللَّه آدمَ وطولُه ستونَ ذراعًا، ثم قال: اذهبْ فسلِّم على أولئكَ من الملائكة، واستمعْ ما يجيبونكَ، فإنها تحيَّتُك وتحيَّةُ ذريَّتِك. فقال: السَّلام عليكمُ. فقالوا: السلام عليكَ ورحمةُ اللَّه. فزادوه: ورحمةُ اللَّه. فكل منْ يدخلُ الجنَّةَ على صُورة آدمَ، فلم يزلِ الخلقُ ينقصُ حتَّى الآن".


(١) المستدرك (٢/ ٣٢٥).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث (٢/ ٨٨).
(٣) المسند (٦/ ٤٤١). وإسناده ضعيف.
(٤) الحُمَم: جمع الحُمَمة، وهي الفحم.
(٥) أخرجه ابن أبي الدنيا (١٦٢) في كتاب الشكر، وفي إسناده: الحكم بن سنان الباهلي، أبو عون البصري. ضعيف. انظر ميزان الاعتدال (١/ ٥٧١).
(٦) في صحيحه (٣٣٢٦) في الأنبياء.