للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصور، عن إبراهيم، عن الأسود عنها. وأخرجاه في الصحيحين من حديث شُعبة، عن الحكم، عن (١) إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة (٢).

وقال أبو داود الطيالسي (٣): أنبأنا شُعبة (٤)، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. قالت: كأني أنظر إلى وَبيصِ الطِّيب في أصول شعر رسول الله وهو مُحْرِمٌ.

وقال الإمام أحمد (٥): حدّثنا عَفّانُ، حدّثنا حماد بن سَلَمة، [أنا حماد] عن إبراهيم النَّخَعي، عن الأسود، عن عائشة قالت: كأني أنظرُ إلى وَبيصِ الطِّيبِ في مفرِق النبي بعد أيام وهو مُحْرِمٌ.

وقال عبد الله بن الزبير الحُمَيْدي: حدّثنا سُفيان بن عيينة، حدّثنا عطاء بن السائب، عن إبراهيم النَّخَعي، عن الأسود، عن عائشة قالت: رأيتُ الطِّيب (٦) في مَفْرِق رسول الله بعدَ ثالثة وهو محرم.

فهذه الأحاديث دالة على أنه تَطَيَّبَ بعد الغُسْل، إذ لو كان الطيب قَبْلَ الغُسْلِ لذهبَ به الغُسْل، ولما بقي له أثر، ولا سيما بعد ثلاثة أيام من يوم الإحرام.

وقد ذهب طائفةٌ من السَّلَف منهم ابنُ عمر إلى كراهة التَّطَيُّب عند الإحرام.

وقد روينا هذا الحديث من طريق ابن عمر عن عائشة.

فقال الحافظ البيهقي (٧): أنبأنا أبو الحسين بن بشران ببغداد، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الغَمر، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة، أنها قالت: طَيَّبْتُ رسولَ الله بالغالية الجَيّدة عندَ إحرامِهِ.

وهذا إسناد غريبٌ عزيز المخرج.

ثم إنه لبد رأسَه ليكونَ أحفظَ لما فيه من الطِّيب، وأصْوَنَ له من استقرارِ التّرابِ والغُبار.


(١) ط: (بن).
(٢) رواه البخاري رقم (٢٧١) ومسلم (١١٩٠) (٤٢).
(٣) مسند أبي داود الطيالسي (١٣٧٨).
(٤) ط: (أشعث) تحريف.
(٥) مسند الإمام أحمد (٦/ ١٢٤) والزيادة منه، وهو حديث حسن.
(٦) في المسند: (وبيص الطيب).
(٧) سنن البيهقي (٥/ ٣٥).