للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد حلَّت ولبست ثيابًا صبيغًا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: أمرني به أبي (١). قال: قال عليٌّ بالكوفة:

قال جعفر: قال أبي (٢) هذا الحرف لم يذكره (٣) جابر، فذهبت مُحَرّشًا أستفتي رسول الله في الذي ذكرتْ فاطمةُ. قلت: إن فاطمة لبسَتْ ثيابًا صَبيغًا، واكْتَحَلَتْ وقالتْ: أمرني [به] (٤) أبي. قال: صدقت (٥)، صدَقَتْ، صَدَقَتْ، أنا أمرتُها به.

وقال جابر: وقال لعلي بم أهللتَ؟ قال: قلت: اللهم إنّي أُهِلّ بما أَهَلّ به رسولُكَ. قال: ومعي الهَدْيُ. قال: فلا تَحِلّ. قال: وكان جماعةُ الهَدْي الذي أتى به عليّ من اليمن، والذي أتى به رسول الله مئة، فنحر رسول الله بيده ثلاثًا وستين، ثمَّ أعطى عليًّا فنحر ما غبر (٦)، وأشركه في هَدْيه، ثم أمر من كل بَدَنَة ببضعةٍ فجعلت في قِدر فأكلا من لحمها وشربا من مَرْقها. ثم قال رسول الله : قد نَحَرْتُ هاهنا، ومنىً كلها مَنْحرٌ. ووَقَفَ بعرفة فقال: وقفتُ هاهنا، وعَرَفةُ كلُّها موْقِفٌ، ووقف بالمزدلفة، وقال: وقفتُ هاهنا، والمُزْدَلِفَةُ كُلُّها مَوْقِف.

هكذا أورد الإمام أحمد هذا الحديث وقد اختصر آخره جدًّا.

ورواه الإمام مسلم (٧) بن الحجاج في المناسك (٨) من "صحيحه" عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله … فذكره.

وقد أعلمنا (٩) على الزيادات المُتفاوتة من سياقِ أحمد ومسلم إلى قوله لعلي: صَدَقْتْ صَدَقْتْ، ماذا قلتَ حينَ فَرضتَ الحجّ. قال: قلت: اللهم إنّي أهلُّ بما أهَلَّ به رسولك (١٠) .


(١) أ: (أمر بي به).
(٢) ط: (جعفر إلى هذا).
(٣) أ: لا يذكره.
(٤) زيادة عن المسند.
(٥) ليس اللفظ في ط.
(٦) غبر أي بقي (اللسان: غبر).
(٧) رواه مسلم (١٢١٨) (١٤٧).
(٨) أ: (ورواه مسلم في المناسك).
(٩) ليست علامات المصنف على هذه الزيادات في نسخنا.
(١٠) أ: (رسول الله ).