للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبين (١) الصَّفا والمروة على بعير (٢) ليراه الناس، وليشرف وليسألوه، فإنَّ الناس غَشُوه، ولم يَطُفِ النبيّ ولا أصحابه بين الصَّفا والمَرْوة إلا طوافًا واحدًا. ورواه مسلم (٣) أيضًا، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن مسهر، وعن (٤) علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، وعن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد، كلّهم عن ابن جريج به، وليس في بعضها (وبين الصفا والمروة). وفي المعجم (٥) للطبراني من طريق زياد بن عبد اللَّه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى: أنَّ رسول اللَّه كان يكثر على الصفا والمروة ثلاثة أسابيع إحدى وعشرين تكبيرة.

وقد رواه أبو داود (٦) عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد القطّان، عن ابن جُرَيْج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: طاف النبيُّ في حجّة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة.

ورواه النسائي (٧)، عن الفَلَّاس، عن يحيى، وعن عمران بن يزيد، عن شعيب (٨) بن إسحاق، كلاهما عن ابن جُرَيْج به. فهذا محفوظ من حديث ابن جُرَيْج، وهو مشكل جدًا؛ لأنّ بقية الروايات عن جابر وغيره تدُلّ على أنّه ، كان ماشيًا بين الصفا والمروة، وقد تكون رواية أبي الزُّبير عن جابر لهذه الزيادة وهي قوله: وبين الصفا والمروة، مُقْحَمةً أو مدرجة ممّن بعدَ الصحابي، واللَّه أعلم. أو أنه طاف بين الصفا والمروة بعض الطوفات (٩) على قدميه، وشوهد منه ما ذُكر، فلما ازدَحم الناسُ عليه وكثروا ركبَ كما يدلّ عليه حديثُ ابن عباس الآتي قريبًا. وقد سَلَّمَ ابنُ حزم أن طوافَه الأول بالبيت كان ماشيًا وحمل ركوبه في الطواف على ما بعد ذلك، وادعى أنه كان راكبًا في السعي بين الصفا والمروة، قال: لأنه لم يَطُفْ بينهما إلا مرةً واحدةً، ثم تَأَوَّل قول جابر: (حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل) بأنه يَصْدُقُ (١٠) ذلك، وإن كان راكبًا، فإنه إذا انصبَّ بعيره (١١) فقد انصبّ كله،


(١) أ: (بين).
(٢) ليس الجار والمجرور (على بعير) في أ.
(٣) مسلم (١٢٧٣) (٢٥٤) مع (١٢٧٩) (٢٦٥).
(٤) ليست (عن) في أ.
(٥) ليس هذا الخبر في ط، واستدركته عن أ.
(٦) أبو داود (١٨٨٠)، وهو حديث صحيح.
(٧) النسائي ٥/ ٢٤٤ (٢٩٨٦)، وهو حديث صحيح.
(٨) ط: (سعيد) تحريف، وانظر سير أعلام النبلاء ٩/ ١٠٣ وتهذيب الكمال ١٢/ ٥٠١.
(٩) ط: (الطوفان).
(١٠) ط: (لم يصدق).
(١١) ليس اللفظ في أ.