للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما زال يُكَرِّرُها حَتّى لوددت (١) أنْ لمْ أكُنْ أسلمتُ قبلَ ذلك. وقد تقدَّم الحديث بذلك.

بعث عمرو بن العاص (٢) إلى ذات السَّلاسِلِ من أرْضِ بني عُذْرة يَسْتَنْفِرُ العَرَبَ إلى الشَّام، وذلك أن أمَّ العاص بن وائلٍ كانَتْ من بَلِيٍّ، فلذلك بَعَث عَمْرًا يَسْتَنْفِرُهُم ليَكُونَ أنْجَعَ فيهم فلمّا وَصَلَ إلى ماءٍ لهم يقال له السَّلْسَل خافَهُمْ، فبعثَ يَسْتَمِدُّ رسولَ اللَّه ، فبَعَثَ إليه (٣) رسول اللَّه سريةً فيهم أبو بكر وعمر، وعليها أبو عُبَيْدة بن الجَرَّاحِ، فلما انْتَهْوا إليه تأمّر عليهم كُلِّهم عَمْرو (٤)، قال: إنما بُعِثتُمْ مَدَدًا لي. فلم يُمانِعْهُ أبو عُبَيْدة: لأنَّه كَان رَجُلًا سَهْلًا لَيِّنًا هَيْنًا عليه (٥) أمر الدنيا، فسلَّم له، وانْقادَ معه، فكانَ عمرو يُصلِّي بهم كلِّهم، ولهذا لما رَجَعَ قال: يا رسولَ اللَّه، أيُّ الناسِ أحَبُّ إليك؟ قال: عائشة. قال: فمن الرجال (٦)؟ قال: أبوها.

بعثُ عبدِ اللَّه بن أبي حَدْرَدٍ (٧) إلى بطن إضَمٍ، وذلك قَبْلَ فَتْحِ مكَّةَ، وفيها قصة مُحَلِّمِ بن جَثّامة، وقد تقدَّم مُطَوَّلًا في سنة سبع.

بعث ابن أبي حدرد (٨) أيضًا إلى الغابة.

بعث عبد الرحمن بن عوف (٩) إلى دُومة الجَنْدَل.

قال محمد بن إسحاق: حدّثني منْ لا أتَّهِمُ، عن عطاء بن أبي رباح، قال: سمعتُ رَجُلًا من أهل البَصْرَةِ يَسْألُ عبدَ اللَّهِ بن عُمَرَ بن الخَطّاب عن إرسال العِمامَةِ من خَلْفِ الرَّجُلِ إذا اعْتَمَّ، قال: فقال عبد اللَّه: أُخْبِرُكَ، إن شاء اللَّه، عن ذلك، تَعلَم أني كُنْتُ عاشِرَ عَشَرةِ رَهْطٍ من أصْحابِ النَّبِيّ في مَسْجِده، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، ومعاذ بن جَبَلٍ، وحُذَيْفة بن اليَمان، وأبو سعيد الخُدْري، وأنا مع رسول اللَّه إذ (١٠) أقبلَ فَتى من الأنصار فسَلَّم على رسول اللَّه ثم جلس، فقال: يا رسول اللَّه أيُّ المُؤْمنين أفضلُ؟ قال: أحسَنُهُمْ خُلُقًا. قال: فَأيُّ


(١) أ: (تمنيت) وما أثبته عن ط ويوافق ما في السيرة النبوية.
(٢) السيرة النبوية (٢/ ٦٢٣ - ٦٢٦).
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) ط: (عمر).
(٥) ط: (عند).
(٦) ط: (الرجل).
(٧) السيرة النبوية (٢/ ٦٢٦ - ٦٢٩).
(٨) السيرة النبوية (٢/ ٦٢٩ - ٦٣٠).
(٩) السيرة النبوية (٢/ ٦٣١).
(١٠) ط: (إذا).