للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابن ماجه (١)، من حديث الليث به. وقال الترمذي: غريب (٢).

وقال الإمام أحمد (٣): حدَّثنا وكيع، عن إسماعيل، عن مصعب بن إسحاق بن طلحة، عن عائشة، عن النَّبِيّ قال (٤): إنَّه لَيُهوِّنُ عليَّ أنِّي رأيتُ بياضَ كَفِّ عائشة في الجنة. تفرّد به أحمد، وإسناده لا بأس به، وهذا دليل على شِدَّةِ مَحَبَّتِه ، لعائشة، . وقد ذكرَ النّاسُ معانيَ كثيرةً في كثرة المحبة، ولم يَبْلغْ أحدُهم هذا المبلغَ، وما ذاكَ إلَّا لأنَّهم يُبالغون كلامًا لا حقيقةَ له، وهذا كلامٌ حقٌّ لا محالةَ ولا شَك فيه.

وقال حماد بن زيد (٥): عن أَيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت عائشة: تُوفِّي رسولُ اللَّه في بيتي، وتوفي بين سحري ونحري، وكان جبريل يعوِّذه بدعاءً إذا مرض، فذهبت أدعو به (٦) فرفعَ بصرَه إلى السماء وقال: في الرَّفيق الأعلى، في الرَّفيق الأعلى، ودخلَ عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده جَريدةٌ رَطْبةٌ، فنظر إليها، فظننتُ أنَّ له بها حاجةً. قالت: فأَخَذْتها فنَفضْتُها (٧) فدفعتُها إليه، فاسْتنَّ بها أحسنَ ما كانَ مُسْتَنًّا، ثم ذهبَ يتناولها (٨)، فَسَقَطتْ من يده. قالت: فجمعَ اللَّه بين ريقي وريقِه في آخر يوم من الدنيا وأولِ يومٍ من الآخرة. ورواه البخاري (٩)، عن سليمان بن حرب (١٠) عن حماد بن زيد به.

وقال البيهقي (١١): أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرني أبو نصر أحمد بن سَهْلِ الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا داود بن (١٢) عمرو بن زهير الضبي، ثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، أخبرنا ابن أبي مُلَيْكَةَ: أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة، أخبره: أن عائشة كانت تقول: إن من نعمة اللَّه عليّ أنَّ رسولَ اللَّه تُوفِّي في يومي، وفي بيتي، وبين سَحْري ونَحْري، وأن اللَّه جمعَ بين ريقي وريقه عند الموت. قالت: دخل عليَّ أخي بسواكٍ معه، وأنا مُسْندةٌ رسولَ اللَّه


(١) ابن ماجه (١٦٢٣)، وإسناده ضعيف.
(٢) يعني: ضعيف.
(٣) مسند الإمام أحمد (٦/ ١٣٨).
(٤) ط: (إنه قال).
(٥) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٠٦).
(٦) ط: (أعوذه).
(٧) أ: (فقضمتها).
(٨) ط: (يناولنها).
(٩) البخاري (٤٤٥١).
(١٠) ط: (جرير) تحريف.
(١١) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧).
(١٢) ط: (عن) تحريف. وانظر سير أعلام النبلاء (١١/ ١٣٠).