للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خُزاعة فأسْلَم، ثم تَزَوَّجَها منه ، وكانت قبلَه عندَ ابن عمِّها صَفْوان بن أبي الشُّفْرِ (١)، قاله (٢) قتادةُ، عن سعيد بن المسيّب، والشعبيُّ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم، قالوا: وكان هذا البطنُ من خُزاعة حلفاء لأبي سفيان على رسول الله ؛ ولهذا يقول حَسّان (٣): [من الوافر]

وحِلْفُ الحَارِثِ بنِ أبي ضِرَارٍ … وَحِلْفُ قُرَيْظةٍ فيكُمْ سَواء (٤)

وقال سيف بن عمر في روايته، عن سعيد بن عبد الله، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة، قالت: وكانت جُوَيْريَة تحتَ ابن عمِّها مالكِ بن صَفْوان بن تَوْلَب ذي الشُّفْر بن أبي السَّرْح بن مالك بن المُصْطَلقِ.

قال: وسبى صَفيَّة بنت حُيَي بن أخْطَب من بني النضير يومَ خَيبر، وهي عروسٌ بكنانة بن أبي الحُقَيق، وقد زعمَ سيفُ بن عمر في روايته أنها كانت قبلَ كنانةَ عند سَلاّم بن مِشْكَم، فالله أعلم. قال: فهذه إحدى عشْرَةَ امرأةً دخل بهن. قال: وقد قَسَمَ عمرُ بن الخطاب في خلافته لكلِّ امرأة من أزْواج النبي اثْنَيْ (٥) عشر ألفاً، وأعطى جُوَيْرية وصَفية ستَّةَ آلافٍ، ستَّة آلاف (٦)، بسبب أنهما سُبيتا. قال الزهري: وقد حَجَبهما رسول الله وقَسَم لهما.

قلت: وقد بَسَطنا الكلامَ فيما تقدَّم في تَزْويجه كلَّ واحدةٍ من هذه النِّسوة، ، في موضعه.

قال الزهري: وتزوج (٧) رسول الله العاليةَ بنت ظَبْيان بن عَمْرو من بني أبي (٨) بكر بن كِلاب، ودخل بها، وطَلَّقَها . قال البيهقي: كذا في كتابي. وفي رواية غيره: ولم يدخُلْ بها فَطَلَّقَها.

وقد قال محمد بن سعد (٩)، عن هشام بن محمد بن السائب الكَلبي: حدثني رجلٌ من بني أبي بكر بن كِلاب، أنَّ رسولَ الله تَزَوَّجَ العاليةَ بنت ظَبْيان بن عَمْرو بن عَوْف بن كَعْب بن عَبْدِ بن أبي بكر بن كلاب، فمكثت عنده دهرًا ثم طلقها.


(١) ط: (السفر) وما أثبته عن. وانظر القاموس المحيط: (شفر).
(٢) ط: (قال).
(٣) البيت في ديوان حسان - دار صادر (١/ ١٨).
(٤) في ديوان حسان: (وحلف قريظة منا براءُ).
(٥) ط: (اثنا).
(٦) ليست (ستة آلاف) الثانية في ط.
(٧) ط: (وقد تزوج العالية).
(٨) ليست (أبي) في أ، ط واستدركتها عن الاستيعاب (٤/ ١٨٨١)، وتاريخ دمشق (٣/ ٢٣٣).
(٩) الطبقات الكبرى (٨/ ١٤٣).