للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرجلُ أبو بكر، نِعْمَ الرَّجُل عمرُ، نِعْمَ الرجلُ أبو عُبَيْدة بن الجراح، نِعْمَ الرجلُ أُسَيْد بن حُضَيْر، نِعْمَ الرجلُ ثابتُ بنُ قَيْس بن شَمّاس، [نعم الرجل معاذ بن جبل] نِعْمَ الرجلُ معاذُ بنُ عمرو بن الجَموح".

وقد قُتِلَ شهيدًا يومَ اليَمامة سنة اثنتي عشرة، في أيام أبي بكر الصديق، وله قصة سنوردها إن شاء اللّه إذا انتهينا إلى ذلك، بحول اللّه وقوته وعونه ومعونته.

ومنهم حَنْظَلة (١) بن الرَّبيع بن صَيْفي بن رَباح بن الحارث بن مُخاشِن بن مُعاوية بن شُرَيْف بن جِرْوة بن أُسَيِّد بن عمرو بن تميم التميمي الأُسَيِّدي الكاتب. وأخوه رَباحٌ صحابي أيضًا، وعَمُّه أكثم بن صَيْفي كان حكيم العرب.

قال الواقدي (٢): كتَبَ للنبيّ كتابًا. وقال غيره: بعثه رسولُ اللّه إلى أهل الطائف (٣) في الصلح، وشهدَ مع خالد حروبَه بالعراق وغيرها، وقد أدرك أيام عَليّ وتَخَلَّف عن القتال معه في الجَمَل وغيره، ثم انتقل عن الكوفة لمّا شُتِمَ بها عثمانُ، ومات بعد أيام عليّ.

وقد ذكر ابن الأثير في "الغابة" (٤)، أنّ امرأتَه لما ماتَ جَزِعَتْ عليه، فلامها جاراتُها في ذلك، فقالت: [من السريع]

تَعَجَّبَتْ دَعْدٌ لِمَحْزونَةٍ … تَبْكي علي ذي شَيْبَةٍ شَاحِب

إنْ تَسْأليني (٥) اليَوْمَ ما شَفَّني … أُخْبِرْكِ قَوْلًا لَيْسَ بالكَاذِبِ

إنَّ سَوَادَ العَيْن أوْدَى بهِ … حُزْنٌ على حَنْظَلةَ الكَاتِبِ

قال أحمد بن عبد الله بن البرقى (٦): كان مُعْتزلًا للفتنة حتى مات بعدَ عليّ، جاء عنه حديثان. قلت: بل ثلاثة.

قال الإمام أحمد (٧): ثنا عبد الصمد وعفّان، قالا: ثنا هَمّام، ثنا قتادة، عن حنظلة الكاتب، قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: "مَنْ حافَظَ على الصلوات الخَمْس ركوعهنُ (٨) وسجودهن ووضوئهن


(١) ترجمته في تاريخ دمشق - السيرة - مجمع دمشق (٢/ ٣٣٢).
(٢) طبقات ابن سعد (٦/ ٥٥).
(٣) ط: (الطوائف) تحريف.
(٤) أسد الغابة (٢/ ٦٥).
(٥) ط: (تسألني) ولا يستقيم الوزن بها.
(٦) في أ، ط: (الرقي) واستدرك الصحيح في هامش (أ).
(٧) مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٦٧)، وهو حديث صحيح بشواهده.
(٨) ط: (بركوعهن) و أ: (وركوعهن).