حديث آخر: روى الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه مسانيد الشعراء، من طريق البخاري في التاريخ أنه قال: حدثنا عمرو بن محمد الربيعي، حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنتُ قاعدةً أغزلُ، وكان رسولُ الله ﷺ يَخْصِفُ نعلَه، قال: فنظرتُ إليه، فجعل جبينُه يَعْرق، وجعل عرقُه يتولَّد نورًا، قالت: فبُهتُّ. قالت: فنظرَ إليَّ فقال: مالكِ يا عائشة؟ قال: قلت: يا رسول الله نظرتُ إليكَ فجعل جبينك يعرقُ، وجعل عرقُك يتولَّد نورًا، ولو رآك أبو كثير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره. قال: وما يقول أبو كثير؟ قلت: يقول: ومبرَّأ من كل غُبَّر حَيضةٍ … وفسادِ مرضعةٍ وداء مَغيل وإذا نظرتَ إلى أسرة وجهه … برقتْ كَبرق العارِض المتهلل قالت: فوضع رسول الله ﷺ ما كان في يده وقام إليَّ وقبَّل عينيَّ ثم قال: "يا عائشة: ما سررتِ مني كسروري منكِ". أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي، مولاهم، البصري، أحد أئمة اللغة والأدب وأيام الناس، قال الحافظ: كان عالمًا بجميع العلوم. وقال يعقوب بن شيبة: سمعت عليَّ بن المديني يثني عليه ويصحح روايته. وقال الدارقطني: كان لا بأس به، ولكنه كان يُتهم برأي الخوارج وبالإحداث، وتوفي سنة عشر ومئتين، وقد قارب المئة وأكملها؛ فالله أعلم. وشيخ البخاري لا يعرف، وإسناد الحكاية إليه أولى من إسنادها إلى أبي عبيدة. ولم أثبتها في الأصل لأنها من إضافة الناسخ -غالبًا- وفي الحكم عليها ما يدل على أنها مقحمة على الكتاب. (٢) في مسنده (٧٦٥). (٣) صحيح مسلم (٢٣٣٩). (٤) في جامعه (٣٦٤٦). (٥) ما بين القوسين سقط من المطبوع وأثبته من الأصل، وبه صحت العبارة واستقامت.