للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهود بثلاثين صاعًا من شعير، فدفَعه رسولُ الله إليه، قال: فطَعِمنا منه نصفَ سنةٍ، ثم كِلنَاهُ فوجدناه كما أدخلناه، قال نوفل: فذكرتُ ذلك لرسول الله فقال: " لو لم تَكِله لأكلتَ منه ما عِشتَ".

حديث آخر

قال الحافظ البيهقي في "الدلائل": أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصفهاني، أخبرنا أبو سعيد (١) ابن الأعرابي، حدَّثنا عباس بن محمد الدُّوريّ، أخبرنا أحمدُ بن عبد الله بن يونس، أخبرنا أبو بكر بن عيّاشٍ، وعن هشام - يعني ابن حسّان - عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال:

أتى رجلٌ أهلَه فرأَى ما بهم من الحاجة، فخرجَ إلى البريّة، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نعتجنُ ونختبزُ، قال: فإذا الجَفنة ملأى خميرًا، والرحا تطحن، والتنور ملأى خبزًا وشواءً، قال: فجاء زوجُها فقال: عندكم شيء؟ قالت: نعم رزقُ الله، فرفع الرحا فكنسَ ما حَوله، فذكر ذلك للنبي فقال: " لو تركتها لدارت إلى يوم القيامة ".

وأخبرنا علي بن أحمد بن عَبدَان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدَّثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدَّثنا أبو صالح عبدُ الله بن صالح، حدَّثني اللَّيث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المَقبُري عن أبي هريرة؛ أن رجلًا من الأنصار كان ذا حاجة، فخرجَ وليس عند أهله شيء، فقالت امرأته: لو حرَّكتُ رحايَ، وجعلتُ في تنّوري سعفاتٍ، فسمعَ جيراني صوتَ الرحا ورأوا الدخانَ، فظنوا أن عندنا طعامًا وليس بنا خَصَاصة؟ فقامت إلى تنوّرها فأوقدته وقعدت تُحرّكُ الرحا، قال: فأقبلَ زوجُها وسمعَ الرحا، فقامت إليه لتفتحَ له الباب، فقال: ماذا كنتِ تطحنين؟ فأخبرته فدخلا وإن رحاهما لتدور وتصبُّ دقيقًا، فلم يبقَ في البيت وعاء إلا مُلئ، ثم خرجت إلى تنوّرها فوجدته مملوءًا خبزًا، فأقبلَ زوجُها فذكر ذلك للنبي قال: "فما فعلت الرحا؟ " قال: رفعتُها ونفضتها، فقال رسول الله : "لو تركتموها ما زالت لكم حياتي" (٢) -أو قال: حياتكم (٣).

وهذا غريب سندًا ومتنًا.

حديث آخر

وقال مالك: عن سُهَيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة:


(١) في دلائل النبوة (٦/ ١٠٥) أنبأنا أبو سعيد بن محمد بن زياد.
(٢) في الدلائل: لو تركتموها ما زالت لكم حياتكم. من غير شك.
(٣) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ١٠٥ - ١٠٦).