للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صحيح مسلم، من حديث أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول اللّه : "ما كان نبيٌّ إِلَّا كان له حواريُّون يَهدون بهديه، ويَسْتَنُّون بسنته، ثم يكونُ من بعدهم خلوفٌ يقولون ما لا يفعلون ويعملون ما تنكرون" (١).

وروى الحافظ البيهقيّ، من حديث عبد اللّه بن الحارث بن محمد (بن عمرو) بن حاطب الجُمَحِي، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه : "يكون بعد الأنبياء خلفاء يَعملون بكتاب اللّه، ويَعدلونَ في عبادة اللّه، ثم يكونُ من بعد الخلفاء ملوكٌ يأخذون بالثأر، ويقتلون الرجالَ، ويصطفون الأموالَ، فمغيِّرٌ بيده، ومغيِّرٌ بلسانه، وليس وراءَ ذلك من الإيمان شيءٌ" (٢).

وقال أبو داود الطيالسي (٣): حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، عن النَّبِيِّ فقال: "إنَّ الله بدأَ هذا الأمرَ نُبُوَّةً ورحمةً، وكائنًا خلافة ورحمة، وكائنًا مُلكًا عضوضًا، وكائنًا عزةً وجبرية وفسادًا في الأمة، يستحِلُّون الفروج والخمور والحرير، ويُنصرون على ذلك، ويُرزقون أبدًا حتى يلقوا الله ﷿" (٤).

وهذا كله واقع.

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي - وحسَّنه - والنسائي، من حديث سعيد بن جُمْهان، عن سفينةَ مولى رسول الله؛ أن رسول اللّه قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكًا" وفي رواية: "ثم يُؤتي اللّه ملكَه مَنْ يشاء" (٥).

وهكذا وقع سواء، فإن أبا بكر كانت خلافتُه سنتين وأربعة أشهر وعشر ليالٍ (٦)، وكانت خلافةُ عمر عشرَ سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافةُ عثمان اثنتا عشرة سنة إِلَّا اثني عشر يومًا، وكانت خلافة علي بن أبي طالب خمس سنين إِلَّا شهرين (٧).


(١) رواه مسلم في صحيحه رقم (٥٠) في الإيمان، واللفظ الذي ذكره الحافظ ابن كثير هو من رواية البيهقيّ في الدلائل (٦/ ٣٣٩).
(٢) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٣٣٩).
(٣) مسند الطيالسي (ص ٣١) رقم (٢٢٨) وإسناده ضعيف.
(٤) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٣٤٠) وإسناده ضعيف.
(٥) رواه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٢٢١) وأبو داود في سته رقم (٤٦٤٦) و (٤٦٤٧) في السنة، والترمذي في الجامع رقم (٢٢٢٦) في الفتن، والنسائي في فضائل الصحابة (٥٢)، قال الحافظ في الفتح: أخرجه أصحاب السنن، وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النَّبِيّ في الخلافة شيئًا.
(٦) في الأصل، ودلائل النبوة (٦/ ٣٤٢) إِلَّا عشر ليال.
(٧) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٢٤٢).