للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم:

أبو دُجَانة سِماك (١) بن خَرَشَة ويقال سِماك بن أوْس بن خَرَشَة بن لَوْذان بن عَبْدِ ودٍّ بن زيد بن ثَعْلَبة بن الخَزْرجِ بن ساعدة بن كَعب بن الخَزْرج الأنْصاري الخَزْرجي. شهدَ بدرًا وأبلى يومَ أُحُدٍ، وقاتلَ شديدًا وأعطاهَ رسولُ الله يومئِذٍ سَيْفًا فأعطاهُ حَقَّه وكانَ يَتَبَخْترُ عندَ الحَرْب، فقال : "إنَّ هذه لمشيةٌ يبغضها اللهُ، إلا في هذا الموطن (٢). وكان يعصبُ رأسَهُ بعصابةٍ حمراء، شعارًا له بالشجاعة. وشهدَ اليمامةَ ويُقال إنَّه ممَّنِ اقْتَحم على بني حنيفةَ يومئذٍ الحديقةَ فانكسرت رجلُه، فلم يزل يُقاتل حتى قُتل يومئذ. وقد قَتل مُسَيْلمةَ مع وَحْشيِّ بن حَرْب رماه وَحْشيّ بالحربة وعلاهُ أبو دُجانة بالسَّيْف، قال وحشي: فَربُّك أعلمُ أيُّنا قَتَله. وقد قيل إنه عاش حتَّى شَهدَ صِفِّين مع علي، والأول أصح. وأما ما يروى عنه من ذكر الحِرْز (٣) المنسوب إلى أبي دُجانة فإسناده ضعيف ولا يُلتفت إليه، والله أعلم.

ومنهم:

شجاع (٤) بن وَهْب بن رَبيعة الأسَدي، حليف بني عبد شمس، أسلمَ قديمًا وهاجرَ وشهدَ بدرًا وما بعدها، وكان رسولَ رسولِ الله إلى الحارث بن أبي شمر الغَسّاني فلم يُسْلم، وأسلم حاجبُه سوي. واستُشهد شُجاعُ بن وهب يومَ اليمامةِ عن بضعٍ وأربعين سنة، وكان رجلًا طوالًا نحيفًا أجنأ (٥).

ومنهم:

الطفيل (٦) بن عَمْرو بن طَريف بن العاص بن ثَعْلبة بن سُلَيْم بن فَهْم (٧) بن غَنْم بن دَوْس الدَّوْسي، أسلم قديمًا قبل الهجرة، وذهب إلى قومه فدعاهم إلى الله فهداهم الله على يديه، فلمّا هاجر النبي إلى المدينة جاءه بتسعين أهل بيت من دَوْس مسلمين، وقد خرج عامَ اليمامة مع المسلمين ومعه ابنه عمرو، فرأى الطُّفَيْل في المَنام كأن رأسه قد حُلقَ، وكأنّ امرأةً أدخلته في فرجها، وكأن ابنه يجهتدُ أن يلحقه فلم


(١) ترجمة - أبي دجانة - في الاستيعاب (٢/ ٦٥١) وجامع الأصول (١٤/ ١٩٥ - ١٩٦) وأسد الغابة (٢/ ٤٥١ - ٤٥٢) وتهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨) وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٤٣ - ٢٤٥) والإصابة (٢/ ٧٧).
(٢) الحديث رواه أحمد في مسنده (٣/ ١٢٣) ومسلم في صحيحه (٢٤٧٠) في فضائل الصحابة.
(٣) قال الذهبي في سيره (١/ ٢٤٥): وحرز أبي دجانة شيء لم يصحّ ما أدري منْ وضعه. وقد أورد المحققان الفاضلان للجزء الأول من سير أعلام النبلاء هذا الحرز كاملا في الهامش.
(٤) ترجمة - شجاع بن وهب - في الاستيعاب (٢/ ٧٠٧) وأسد الغابة (٢/ ٥٠٥) والإصابة (٢/ ١٣٨).
(٥) في ط: أجنى؛ تحريف وأجنأ: أحدب الظهر. اللسان (جنأ).
(٦) ترجمة - الطفيل بن عمرو - في الاستيعاب (٢/ ٧٥٧) وجامع الأصول (١٤/ ٣٨٩) وأسد الغابة (٣/ ٧٨ - ٨١) وسير أعلام النبلاء (١/ ٣٤٤ - ٣٤٧) والإصابة (٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦).
(٧) في ط: فهر؛ وهو تحريف، والتصحيح من مصادره.