للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وفد قبل الإسلام على كسرى فأمره أن يبني له قصرًا بالطائف، وقد سأله كسرى: أيُّ ولدك أحبُّ إليكَ؟ قال الصغير حتى يكبر، والمريضُ حتى يبرأ، والغائبُ حتى يقدم، فقال له كسرى أنَّى لكَ هذا؟ هذا كلام الحكماء. قال: فما غذاؤك؟ قال: البُرّ. قال: نعم هذا من البُرّ لا من التمر واللبن.

معمر بن الحارث (١) بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو حاطب وحطاب، أمهم قَيْلة (٢) بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون، أسلم معمر قبل دخول النبي دار الأرقم، وشهد بدرًا وما بعدها، وآخى رسول الله بينه وبين معاذ بن عفراء.

ميسرة بن مسروق العبسي (٣): شيخٌ صالحٌ. قيل إنه صحابي. شهدَ اليرموك، ودخل الرومَ أميرًا على جيش ستة آلاف، وكانت له همة عالية فقتل وسبى وغنم وذلك في سنة عشرين، وروى عن أبي عبيدة وعنه أسلم (مولى عمر، لم يذكره ابن الأثير في "الغابة").

واقد بن عبد الله (٤) بن عبد مناف بن عَزيز (٥) الحَنْظلي اليَرْبوعي، حليف بني عَدِيّ بن كَعْب، أسلم قبل دخول النبي دار الأرْقَم، وشهد بدرًا وما بعدها، وآخى رسول الله بينه وبين بِشْر بن البَرَاء بن مَعْرور، وهو أول من قتل في سبيل الله ﷿ ببطن نخلة، مع عبد الله بن جحش حين قتل عمرو بن الحَضْرمي، توفي في خلافة عمر .

أبو خِرَاش الهُذَليلي (٦) الشاعر (٧) واسمه خُوَيْلد بن مُرَّة، كان يسبق الخيلَ على قدميه، وكان فَتَّاكًا في الجاهلية، ثم أسلم وحَسُنَ إسلامه، وتوفي في زمن عمر. أتاه حُجاج فذهب يأتيهم بماء فنهشته حيةٌ فرجع إليهم بالماء وأعطاهم شاة وقدرًا، ولم يعلمهم بما جرى له، فاصبح فمات فدفنوه. ذكره ابن عبد البر وابن الأثير في أسماء الصحابة، والظاهر أنه ليست له وفادة، وإنما أسلم في حياة النبي فهو مخضرم، والله أعلم.


= وجامع الأصول (١٥/ ٨) وأسد الغابة (٤/ ٣٤٣) ومختصر تاريخ دمشق (٢٠/ ٢٢٢) والإصابة (٣/ ١٨٩).
(١) ترجمة -معمر بن الحارث- في الطبقات (٣/ ٤٠٢) والاستيعاب (٣/ ١٤٣٣)، وأسد الغابة (٥/ ٢٣٤) والإصابة (٣/ ٤٤٨).
(٢) هكذا في أ وط، وهو الموافق لما جاء في تاريخ الإسلام (الورقة ٢٣٥ من مجلد أياصوفيا ٣٠٠٥ بخطه) والمصنف ينقل منه. واسمها في مصادر الترجمة "قتيلة".
(٣) ترجمة -ميسرة بن مسروق العبسي- في الإصابة (٣/ ٤٦٩ - ٤٧٠).
(٤) ترجمة -واقد بن عبد الله- في الطبقات (٣/ ٣٩٠) وأسد الغابة (٥/ ٤٣٢ - ٤٣٣) والإصابة (٣/ ٦٢٨).
(٥) في ط: "عرين"، محرف.
(٦) ترجمة -أبي خراش الهذلي- في الاستيعاب (٤/ ١٦٣٦) وأسد الغابة (١/ ٣٨٧) والإصابة (١/ ٤٦٥).
(٧) في هامش أ: ترجمة أبو خراش الهذلي الشاعر.