(٢) بعد هذه الأبيات في (ق) زيادة ليست في (ب، ح) ولا في تاريخ ابن عساكر وضعناها هنا في الحاشية وهذه هي: هذه الأبيات ذكرَها الآجُرِّي في "أدب النفوس" بزيادة فيها فقال: أخبرنا أبو بكر أنبأنا أبو حفص عمر بن سعد القَرَاطيسي، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن صالح القرشي، أخبرني عمر بن الخطاب الأزدي، حدّثني ابن لعبد الصمد بن عبد الأعلى بن أبي عمرة قال: أرادَ عمر بن عبد العزيز أن يبعثَه رسولًا إلى أليون طاغيةِ الرُّوم يدعوهُ إلى الإسلام، فقال له عبد الأعلى: يا أمير المؤمنين! إئذن لي في بعض بنيَّ يخرجُ معي - وكان عبدُ الأعلى له عشرةٌ من الذكور - فقال له: انظر من يخرجُ معك من ولدك. فقال: عبد الله، فقال له عمر: إني رأيتُ ابنك عبدَ الله يمشي مشيةً كرهتُها منه ومقتُّه عليها، وبلَغني أنه يقولُ الشعر. فقال عبدُ الأعلى: أما مشيته تلك فغريزة فيه، وأما الشعر فإنما نوَّاحةٌ ينوحُ بها على نفسه، فقال له: مُرْ عبدَ الله يأتيني وخذْ معك غيره، فراح عبدُ الأعلى بابنه عبد الله إليه، فاستنشده فأنشده ذلك الشعرَ المتقدم: تجهَّزي بجهازٍ تبلغينَ بهِ … يا نفسُ قبلَ الرَّدَى لمْ تُخلقي عَبَثَا ولا تكدِّي لمن يبقى وتفتقري … إن الردَى وارثُ الباقي وما وَرِثا واخشَيْ حوادثَ صَرْفِ الدهر في مهلٍ … واستيقظي لا تكوني كالذي بحثا عن مُديةٍ كان فيها قطعُ مدَّتهِ … فوافتِ الحرثَ موفورًا كما حُرثا لا تأمني فجعَ جهرٍ مترفٍ خَتِلٍ … قدِ استوى عندهُ منْ طابَ أو خَبُثا يا رُبَّ ذي أملٍ فيه على وجل … أضحى بهِ آمنًا أمسى وقدْ حدثا منْ كانَ حينَ تصيبُ الشمسُ جبهتَهُ … أو الغبارُ يخافُ الشينَ والشَّعَثا ويألفُ الظلَّ كي تبقى بشاشتهُ … فكيفَ يسكنُ يومًا راغمًا جِدَثا قفراءَ موحشة غبراءَ مظلمة … يُطيلُ تحتَ الثرى منْ قعرها اللَّبَثا وقد ذكرها ابنُ أبي الدنيا، فعمر أنشدَها عنه، والله ﷾ أعلم. وكان عمر يتمثَّل بها كثيرًا ويبكي. (٣) في (ق): "الفضل بن عباس الحلبي" تحريف، والمثبت من (ح، ب)، والخبر في تاريخ ابن عساكر (٥٤/ ١٩٦).