للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال الطبراني: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عبدُ الرزاق عن مَعْمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: كان رجلٌ فيما خلا من الزمان، وكان عاقلًا لبيبًا، فكَبِرَ، فقعَدَ في البيت، فقال لابنه يومًا: إني قد اغتممتُ في البيت، فلو أدخلتَ عليَّ رجالًا يكلِّمونني؟ فذهب ابنُهُ فجمَعَ نفرًا، فقال: ادخلوا على أبي فحدِّثوه، فإنْ سمعتمْ منه مُنكرًا فاعذُروه فإنَّه قد كَبر، وإنْ سمعتُم منه خيرًا فاقبلُوه. قال: فدخلوا عليه، فكان أولَ ما تكلَّم به أنْ قال: إنَّ أكْيَس الكَيْس التُّقَى، وأعجَزَ العَجْزِ الفُجور، وإذا تزوَّج الرجلُ فليتزوَّجْ من مَعْدِنٍ صالح، فإذا اطلعتمْ على فجرةِ رجلٍ فاحذروه، فإنَّ لها أخَوَات (أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المصنف لعبد الرزاق) (١١/ ٤٥٥)، وأبو نعيم (٤/ ٨)، والمزي في تهذيب الكمال (١٣/ ٣٦٦).).
وقال سلمة بن شبيب: حدّثنا أحمد بن نصر بن مالك، حدّثنا عبد اللَّه بن عمرو بن مسلم الجَنَدي (في (ق): "عبد اللَّه بن عمر بن مسلم الجيري"، وفي الحلية: "عبد اللَّه بن عمر الجيزي" وكلاهما تصحيف، والمثبت من ترجمة أحمد بن نصر بن مالك في تهذيب الكمال (١/ ٥٠٧) وترجمة عمرو بن مسلم (٢٢/ ٢٤٣)، والإكمال لابن ماكولا (٢/ ٢٢٠)، وتقريب التهذيب ص (٤٢٧).)، عن أبيه، قال: قال طاوس لابنه: إذا أقبرتَني فانظُرْ في قبري، فإنْ لم تجدْني فاحمد اللَّه تعالى؛ وإنْ وجدتَني فإنَّا للّه وإنا إليه راجعون. قال عبدُ اللَّه: فأخبرني بعضُ ولدِهِ أنه نظَرَ فلم يرَهُ، ولم يجدْ في قبرِه شيئًا، ورُئي في وجهه السّرور (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٩).).
وقال قبيصة: حدثنا سفيان عن سعيد بن محمد قال: كان من دعاء طاوس يدعو: اللهمَّ احرِمني كثرةَ المالِ والولدِ، وارزُقْني الإيمانَ والعمل (ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٥/ ٤٢).).
وقال سفيان عن معمر: حدّثنا الزهري قال: لو رأيتَ طاوسَ بنَ كيسان علمتَ أنه لا يكذب.
وقال عون بن سلام: حدّثنا جابر بن منصور - أخو إسحاق بن منصور - السَّلُولي عن عمران بن خالد الخُزاعي، قال: كنتُ جالسًا عند عطاء، فجاء رجل فقال: أبا محمد، إنَّ طاوسًا يزعُمُ أنَّ منْ صلَّى العشاء، ثم صلَّى بعِدَها ركعتَيْن يقرأ في الأولى: الم تنزِيل السجدة، وفي الثانية: تبارك الذي بيده الملك، كُتب له مثلُ وقوفِ عرفة، وليلةِ القدر. فقال عطاء: صدَق طاوس ما تركتُهما.
وقال ابنُ أبي السِّرِيّ: حدّثنا [عبد الرزاق، حدّثنا] معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: كان رجلٌ من بني إسرائيل، وكان ربما داوَى المجانين، وكانتِ امرأة جميلة، فأخذها الجنون، فجيءَ بها إليه، فتُركتْ عنده فأعجَبَتْه، فوقع عليها فحملَتْ، فجاءه الشيطانُ فقال: إنْ عُلم بها افتضحت، فاقْتُلها وادْفِنْها في بيتك، فقتَلَها ودَفَنها، فجاء أهلُها بعد ذلك بزمانٍ يسألونه عنها، قال: ماتَتْ. فلم يتهموهُ لصلاحِه ومنزلته، فجاءهم الشيطان فقال: إنها لم تمتْ، ولكنْ قد وقَعَ عليها فحملَتْ، فقتلها ودفنها في بيته، في مكانِ كذا وكذا، فجاء أهلُها فقالوا: ما نتَّهمُك ولكنْ أخبرْنا أين دفنتَها، ومنْ كان معك؟ فنبشوا بيته فوجدوها حيث دفنها؟ فأخذوه، فحبسوه وسجنوه، فجاء الشيطان فقال: أنا صاحبك، فإن كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه فاكفر بالله، فأطاع الشيطان، فكفر باللّه ﷿، فقُتل فتبرَّأ منه الشيطانُ حينئذٍ. وقال طاوس: ولا أعلمُ أنَّ هذه الَاية نزلَتْ إلَّا فيه وفي مثلِه: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الحشر: ١٦]، (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٧)، وما مرَّ بين معقوفين منه. وأخرجه أيضًا الطبري في تفسيره (٢٨/ ٥٠) في تفسير الآية، والبيهقي في شعب الإيمان (٤/ ٣٧٢) (٥٤٤٩) والمزي في تهذيب الكمال (١٣/ ٣٦٤).).
وقال الطبراني: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ابنِ طاوس عن أبيه. قال: كان رجلٌ من بني إسرائيل له أربعةُ بنين، فمرض، فقال أحدُهم: إمَّا أنْ تُمرِّضوا أبانا وليس لكم من ميراثِهِ شيء؛ وإمَّا أنْ أمرِّضَهُ وليس لي من ميراثه شيء. فمرَّضَهُ حتى مات، ودفنه ولم يأخذْ من ميراثِهِ شيئًا، وكان فقيرًا وله=

<<  <  ج: ص:  >  >>