وقال سلمة بن شبيب: حدّثنا أحمد بن نصر بن مالك، حدّثنا عبد اللَّه بن عمرو بن مسلم الجَنَدي (في (ق): "عبد اللَّه بن عمر بن مسلم الجيري"، وفي الحلية: "عبد اللَّه بن عمر الجيزي" وكلاهما تصحيف، والمثبت من ترجمة أحمد بن نصر بن مالك في تهذيب الكمال (١/ ٥٠٧) وترجمة عمرو بن مسلم (٢٢/ ٢٤٣)، والإكمال لابن ماكولا (٢/ ٢٢٠)، وتقريب التهذيب ص (٤٢٧).)، عن أبيه، قال: قال طاوس لابنه: إذا أقبرتَني فانظُرْ في قبري، فإنْ لم تجدْني فاحمد اللَّه تعالى؛ وإنْ وجدتَني فإنَّا للّه وإنا إليه راجعون. قال عبدُ اللَّه: فأخبرني بعضُ ولدِهِ أنه نظَرَ فلم يرَهُ، ولم يجدْ في قبرِه شيئًا، ورُئي في وجهه السّرور (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٩).). وقال قبيصة: حدثنا سفيان عن سعيد بن محمد قال: كان من دعاء طاوس يدعو: اللهمَّ احرِمني كثرةَ المالِ والولدِ، وارزُقْني الإيمانَ والعمل (ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٥/ ٤٢).). وقال سفيان عن معمر: حدّثنا الزهري قال: لو رأيتَ طاوسَ بنَ كيسان علمتَ أنه لا يكذب. وقال عون بن سلام: حدّثنا جابر بن منصور - أخو إسحاق بن منصور - السَّلُولي عن عمران بن خالد الخُزاعي، قال: كنتُ جالسًا عند عطاء، فجاء رجل فقال: أبا محمد، إنَّ طاوسًا يزعُمُ أنَّ منْ صلَّى العشاء، ثم صلَّى بعِدَها ركعتَيْن يقرأ في الأولى: الم تنزِيل السجدة، وفي الثانية: تبارك الذي بيده الملك، كُتب له مثلُ وقوفِ عرفة، وليلةِ القدر. فقال عطاء: صدَق طاوس ما تركتُهما. وقال ابنُ أبي السِّرِيّ: حدّثنا [عبد الرزاق، حدّثنا] معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: كان رجلٌ من بني إسرائيل، وكان ربما داوَى المجانين، وكانتِ امرأة جميلة، فأخذها الجنون، فجيءَ بها إليه، فتُركتْ عنده فأعجَبَتْه، فوقع عليها فحملَتْ، فجاءه الشيطانُ فقال: إنْ عُلم بها افتضحت، فاقْتُلها وادْفِنْها في بيتك، فقتَلَها ودَفَنها، فجاء أهلُها بعد ذلك بزمانٍ يسألونه عنها، قال: ماتَتْ. فلم يتهموهُ لصلاحِه ومنزلته، فجاءهم الشيطان فقال: إنها لم تمتْ، ولكنْ قد وقَعَ عليها فحملَتْ، فقتلها ودفنها في بيته، في مكانِ كذا وكذا، فجاء أهلُها فقالوا: ما نتَّهمُك ولكنْ أخبرْنا أين دفنتَها، ومنْ كان معك؟ فنبشوا بيته فوجدوها حيث دفنها؟ فأخذوه، فحبسوه وسجنوه، فجاء الشيطان فقال: أنا صاحبك، فإن كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه فاكفر بالله، فأطاع الشيطان، فكفر باللّه ﷿، فقُتل فتبرَّأ منه الشيطانُ حينئذٍ. وقال طاوس: ولا أعلمُ أنَّ هذه الَاية نزلَتْ إلَّا فيه وفي مثلِه: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الحشر: ١٦]، (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٧)، وما مرَّ بين معقوفين منه. وأخرجه أيضًا الطبري في تفسيره (٢٨/ ٥٠) في تفسير الآية، والبيهقي في شعب الإيمان (٤/ ٣٧٢) (٥٤٤٩) والمزي في تهذيب الكمال (١٣/ ٣٦٤).). وقال الطبراني: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ابنِ طاوس عن أبيه. قال: كان رجلٌ من بني إسرائيل له أربعةُ بنين، فمرض، فقال أحدُهم: إمَّا أنْ تُمرِّضوا أبانا وليس لكم من ميراثِهِ شيء؛ وإمَّا أنْ أمرِّضَهُ وليس لي من ميراثه شيء. فمرَّضَهُ حتى مات، ودفنه ولم يأخذْ من ميراثِهِ شيئًا، وكان فقيرًا وله=