وقال عبد اللّه بن المبارك (في كتابه: "الزهد" ص (٢٠) (٥٩).). حدّثنا وُهَيب بن الوَرْد حدّثنا عبدُ الجبار بن الوَرْد (في الزهد: "أخبرنا وهيب بن الورد أو قال عبد الجبار بن الورد".)، قال: حدّثني داود بنُ شابور (في (ق): "سابور" بسين مهملة، والمثبت من مصادر التخريج وتقريب التهذيب ص (١٩٨).) قال: قلنا لطاوس: ادْعُ بدعوات. فقال: لا أجدُ لذلك حِسبة (وأخرجه أيضًا ابن سعد في الطبقات (٥/ ٢٤١)، والمزي في تهذيب الكمال (١٣/ ٣٦٤).). وقال ابنُ جُريج (في (ق): "قال ابن جرير"، وهو تصحيف، والمثبت من مصادر التخريج.) عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: البُخْل أن يبخلَ الإنسانُ بما في يده؛ والشُّحُ أنْ يُحبَّ أن له ما في أيدي الناس بالحرام؛ لا يَقْنعْ (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٦) والطبراني في تفسيره بنحوه (٥/ ٨٥) في تفسير الآية (٣٦) من سورة النساء، وفيه: "والشح أن يشح على ما في أيدي الناس .. يحب أن يكون له ما في أيدي الناس بالحل والحرام"، ومثله القرطبي في تفسيره (١٨/ ٣٠) في تفسير الآية (٩) من سورة الحشر.). وقيل: "الشُّحُّ هو تَرْكُ القناعة. وقيل: هو أن يَشُحَّ بما في يَدِ غيرِه. وهو مرضٌ من أمراضِ القلب، ينبغي للعبد أن يعزلَهُ عن نفسِه، ويَنْفيَهُ ما استطاع، وهو (يعني الشحَّ.) يأمرنا بالبُخْل كما في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ قال: "اتقوا الشح فإنَّ الشُّحَّ أهلَكَ منْ كان قبلَكم، أمرَهُم بالبخلِ فبَخِلوا، وبالقطيعة فقطعوا" (أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٥٩) وابن حبان (٥١٧٦) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وللحديث تتمة فيهما، وهو حديث صحيح وروى أوله مسلم رقم (٢٥٧٨) وأحمد في المسند (٣/ ٣٢٣) من حديث جابر.). وهذا هو الحرْصُ على الدنيا وحُبِّها. وقال ابنُ أبي شيبة (في المصنف (٧/ ٢٠٢) (٣٥٣٤١) تحت عنوان: "كلام طاوس".): حدّثنا المحاربي عن لَيْث، عن طاوس، قال: ألا رجلٌ يقومُ بعشرِ آياتٍ من الليل، فيصبح قد كُتب له مئة حسنة أو أكثرُ من ذلك، =